سبب مشروع لتحقيق هذا الهدف، فتأتي الأسباب المعنوية أولًا من الإخلاص والتجرّد وسلامة المعتقد وصدق الاتباع وصحة العلم، ثم الأسباب المادية من العناية بالتربية والأمر والنهي والبصيرة بالواقع والتفاعل الصحيح مع قضايا الأمة والحرص على الوحدة والاجتماع والتآلف والشمول والتكامل، وصدق الله العظيم إذ يقول: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} (غافر: 51)، وقال سبحانه: {وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون}.

موضوع علم أصول الدعوة

أما موضوع علم أصول الدعوة، فإن موضوع علم الدعوة هو الإسلام من حيث تبليغ رسالته والسعي لتكون كلمة الله هي العليا، قال الله تبارك وتعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران: 85) والدعوة لها جوانب منها المضمون، والمقصود وهو بيان الإسلام بمراتبه وأركانه وشرائعه وأخلاقه وأنظمته وخصائصه ومقاصده ومحاسنه، ومن حيث ما يجب في بلاغ الدعوة من قواعد حاكمة وضوابط لازمة أولويات مرتبة ومآلات مرعية، ومن حيث ما يعرض للدعوة من مشكلات ومعوقات وما يتعلق بها من أحكام وآداب وما يستجد بساحتها من النوازل واستنباط أحكامها الشرعية، ومن حيث ما يتوسل به لتحقيق أهداف الدعوة من الوسائل والأساليب المشروعة، وكما يُعنى علم أصول الدعوة بما يجب على الداعي من واجباتٍ في نفسه وفي غيره، وما يليق أن يتحلى من الصفات وما يلزمه أن يتخلى عنه من الآفات، وما يتعين التزامه والانضباط به في جميع ما يتعلق بالدعوة من أعمال وممارسات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015