الإمام الطبري: الدعوة هي دعوة الناس إلى الإسلام بالقول والعمل، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الدعوة إلى الله هي الدعوة إلى الإيمان به، وبما جاءت به رسله بتصديقهم فيما أخبروا به وطاعتهم فيما أمروا به.

أما أصول الدعوة كلقب أطلق على هذا العلم، فإن العلماء قد تكلموا فيه، فقال بعضهم: المراد بعلم أصول الدعوة الضوابط الكاملة للسلوك الإنساني وتقرير الحقوق والواجبات، والذي نختاره لتعريف علم أصول الدعوة باعتباره اللقبي: أنه علمٌ بقواعد وأحكام وأسباب وآداب يُتوصل بها إلى تمام تبليغ الإسلام للبشر عامة وتعليم وتربية المستجيبن كافة، وتحقيق التمكين لهذا الدين خاصة.

ومما تجدر ملاحظته أن العلم بالقواعد والأحكام والأسباب والآداب لا يُغفل نوازل الدعوة المعاصرة من حيث القضايا والأدوات والإمكانيات والملكات، كما يستوعب تاريخ الدعوات ومنهجية العلماء وطريقة المجددين المصلحين في الدعوة والإصلاح، كما تجدر العناية بأن الدعوة إلى الله تُعنى بأمتي الإجابة والدعوة معًا، والمقصود بأمة الدعوة: كل من أرسل إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهم العالمون أجمعون، كما سيجيء في بيان خصائص الإسلام ومنها العالمية، فأمة الدعوة هم جميع العالمين، وأما أمة الإجابة فالمقصود بهم الذين أجابوا دعوة النبي الأمين -صلى الله عليه وسلم، فالدعوة تتجه إلى أهل الإسلام وأهل الكتاب، كما أنها تتجه إلى من لا يتدين بدينٍ أصلًا.

والدعوة تعنى بالتربية والإعداد والتكوين وتزكية المقبلين وبناء الكوادر الدعوية والعلمية والعملية، والتربية تقوم على دعائم من الربانية والوسطية والإيجابية، وإذا كان التمكين لهذا الدين من الجوانب العملية في الدعوة فإنه يقتضي بذل كل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015