كثير من الشباب يتعلمون، ويدخلون الجامعات في سبيل إيجاد عمل، أو منصب اجتماعي يؤمن لهم الرزق.
إن هذا الهدف مشروع، ولكن قصر التربية عليه، يضيق من آفاقها، ويحرم الإنسان من الرقي الخلقي والفكري والحضاري، وقد يصبح عبدًا لشهواته همه جمع المال، والترف والرفاهية.
لذلك لاحظنا أن التربية الإسلامية قد وجهت هذا الهدف، ولم تقل بكبت هذه الغريزة جمع المال، وحب الرفاهية، وحسن البقاء.
فقد جعل الإسلام كسب المال من عبادة الله والتقرب إليه، إذا قصد به الإنسان الإنفاق على أهله، أو على نفسه أو على أرملة أو مسكين، أو قصد إخراج زكاة المال، أو غرس غرسة، فأكل منها طير أو إنسان.
فعن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا أنفق المسلم نفقة على أهله، وهو يحتسبها كانت له صدقة" 1.
وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار" 2.
وعن أنس بن مالك، عن الني صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من مسلم يغرس غرسا فليأكل من طير، أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة" 3.
وهكذا نرى أن هدف الترببة الإسلامية، وهو إخلاص العبودية لله قد أحاط بالعملية التربوية من كل جوانبها، الفكرة والجسمية والاجتماعية، والفردية والروحية.