المدارس التربوية المختلفة، إذ لا يجد نفسه ولا عقيدته فيها، ويضعف تماسك شخصيته الإسلامية، وهو يدور في فلكها، وليعلم شبابنا الذين ذاقوا وبال التربية الحديثة، وما زالوا متعلقين ببهرجها، ومنهم من يتعبد في محرابها "كحالهم في كل ما هو مستورد أجنبي الوجه، واليد واللسان" ليعلم كل هؤلاء أن دونهم والنبع ضربة معول، وأن في ديننا الإسلامي، "لو يعلمون"، أسسا وأصولا لخير مدرسة تربوية عرفتها البشرية أو ستعرفها.
وبعد، فإنني أشكر الله أولًا: أن أتاح لي تدريس هذه المادة: "أصول التربية الإسلامية" في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض كما أشكر العاملين بإخلاص في هذه الجامعة، والذين كان لتقديرهم لأهمية هذه المادة، وإقرارهم بضرورة تدريسها أثر طيب.
وأخص بالشكر أخي في الله الأستاذ "عبد الرحمن الباني" الذي ساهم بهذا المجهود المتواضع بما قدمه لي من معلومات قيمة، ومراجع مفيدة ساعدت على إخراج هذا الكتاب بإذن الله، محققا روح المنهج المذكور وأهدافه.
وقد ضمنته موضوعات ضافية وشروحا وافية، فلم أتقيد حرفيا بمنهج معين، بل جعلته كتابا علميا يحقق هدفه الذي يوحي به اسمه وعنوانه، ويؤدي إلى الأخذ بيد المربين للنهوض بهذا الجيل، وليستعد مجد أمته، وذلك بتحقيق منهج التربية الإسلامية في أنفسهم ومجتمعهم.
ولقد عقدت مقارانات مفيدة بين بعض خصائص التربية الإسلامية، أو أهدافها أو أساليبه، ا
وبين ما اتخذته التربية الغربية من أهداف، أو اتسمت به من خصائص، وأساليب ليكون شبابنا الجامعي، ومربو أجيالنا على بينة من حقيقة التربية الإسلامية وميزاتها، واطلاع مبدئي على ما يحيط بهم في العالم من نظر وأساليب تربوية، قد أخذت بتلابيب معظم الطلاب، والأساتذة والباحثين في التربية، فاستولت مفاهيمها