...
الفصل الثالث: أسس التربية الإسلامية
تمهيد:
التربية الإسلامية هي تنمية فكر الإنسان، وتنظيم سلوكه، وعواطفه، على أساس الدين الإسلامي، وبقصد تحقيق أهداف الإسلام في حياة الفرد والجماعة، أي في كل مجالات الحياة.
فالتربية الإسلامية على هذا عملية تتعلق قبل كل شيء بتهيئة عقل الإنسان، وفكره وتصوراته عن الكون والحياة، وعن دوره وعلاقته بهذه الدنيا، وعلى أي وجه ينتفع بهذا الكون وبهذه الدنيا، وعن غاية هذه الحياة المؤقتة التي يحياها الإنسان، والهدف الذي يجب أن يوجه مساعيه إلى تحقيقه.
وقد قدم الإسلام هذه الأفكار كلها في منظومة من التصورات مترابطة، متينة البنيان.
كما قدم لنا العقائد التي يجب على الإنسان أن يؤمن بها، لكي تحرك في نفسه الأحاسيس والمشاعر، وتغرس العواطف الجديرة بأن تدفعه إلى السلوك الذي نظمت الشريعة له قواعده وضوابطه، السلوك التعبدي الذي يحقق الهدف الذي خلق من أجله الإنسان، سواء أكان هذا السلوك فرديا، أو جماعيا.
فالجانب الإيماني الاعتقادي من الدين يقدم لنا أساسا راسخا من العقيدة الثابتة، والتصورات الواضحة والمترابطة، والأهداف النيرة، والحوافز الدافعة إلى السعي، الباعثة على بعد الأمل، والتفاؤل والجد والوعي.
والجانب التشريعي يقدم لنا قواعد، وضوابط نقيم عليها سلوكنا، وننظم بها علاقاتنا بل هو الذي يرسم لنا خطة حياتنا وسلوكنا.
والجانب التعبدي هو سلوك المسلم الذي يحقق به كل تلك التصورات، والأهداف والضوابط، والأوامر التشريعية.
وعملية التربية، هي تنمية شخصية الإنسان على أن تتمثل كل هذه الجوانب، في انسجام وتكامل، تتوحد معه طاقات الإنسان، وتتضافر جهوده لتحقيق هدف واحد تتفرع عنه، وتعود إليه جميع الجهود والتصورات، وضروب السلوك، ونبضات الوجدان.