...
أولا: التربية بالحوار القرآني والنبوي
معنى الحوار وأثره التربوي وأنواعه:
الحوار: أن يتناول الحديث طرفان أو أكثر، عن طريق السؤال والجواب، بشرط وحدة الموضوع أو الهدف، فيتبادلان النقاش حول أمر معين، وقد يصلان إلى نتيجة، وقد لا يقنع أحدهما الآخر، ولكن السامع يأخذ العبرة ويكون لنفسه موقفًا، وللحوار أثر بالغ في نفس السامع أو القارئ، الذي يتتبع الموضوع بشغف واهتمام، وذلك لأسباب كثيرة أهمها:
1- عرض الموضوع عرضا حيويا، إذ يتناوله الخصمان بالأخذ والرد، مما لا يدع مجالا للملل، بل يدفع السامع أن القارئ إلى الاهتمام والتتبع، لما يتوقعه من جديد، أو من انتصار أحد الخصمين عى الآخر.
2- إغراء القارئ والسامع بالمتابعة بقصد معرفة النتيجة، وهذا أيضا يبعد الملل ويجدد النشاط.
3- إيقاظ العواطف والانفعالات مما يساعد على تربيتها، وتوجيهها نحو المثل الأعلى، كما يساعد على تأصل الفكرة في النفس وعمقها.
4- عرض الموضوع عرضا واقعيا بشريا، تتبناه فئة مؤمنة، وتدافع عنه، أو تحكي لنا أثره في سلوكها وحياتها، مما يجعل لهذا الحوار نتائج سلوكية طيبة، وهذا من أهم أغراض التربية الحقة.
وقد تعددت أنواع الحوار، وأساليبه وأشكاله في القرآن، والسنة من أهم ما يسر الله لي بحثه:
أ- الحوار الخطابي أو التعبدي، وقد فصلت فيه ستة أشكال.
ب- الحوار الوصفي.
ج- الحوار القصصي.
د- الحوار الجدلي.
هـ- الحوار النبوي.
وقد بينت في كل حوار جوانبه التعليمية، وآثاره التربوية ليجني المربي فائدة كل حوار، في تنمية الناشئ من جميع جوانبه العاطفية الربانية، والعقلية الربانية، والسلوكية الربانية.
وليستفيد منه كأسلوب تعليمي في غير درس القرآن، فهو أسلوب عقلي عام يربي الفكر على تحري الحقائق كما سنرى.