تبقى الحياة المدرسية فوضى أو تابعة للمصادفات، ولكي نضمن للجيل الحد الأدنى من المعومات، والنوعية المطلوبة من التوجيهات لتحقيق أهداف التربية الإسلامية وغايتها الأساسية، ولكي نضمن، كذلك، صون فطرة الجيل من الانحرافات، وإبعاده عن مزالق المدرسة الغربية الحديثة، ومزالق نشاطها القائم اليوم على المباهاة، أو الاستهتار أو طلب المتعة لذاتها.
وهكذا نلاحظ أنه لو كان هناك منهج نشاط بكل معنى الكلمة، لاضطر أن ينضوي تحت لواء أحد أنواع المناهج السابقة، فإما "منهج نشاط مترابط"، وإما "منهج نشاط محوري" وهكذا، فيبقى دور النشاط متمما للمنهج ومحققا لأهدافه، ومع ذلك يجب النص عليه، كلما اقتضى الأمر، أو احتاج المنهج إلى ذلك.
فالتربية الإسلامية تتطلب منهجا محوريا، أو مترابطا مملوءًا بالنشاطات المحققة لأهداف التربية المنضوية تحت لواء الإسلام، المنضبطة بضوابطه، وقد عددنا أهمها في بحث النشاط المدرسي، على أن يكون هذا المنهج محققا في ترابطه، ونوعيته ومواده، شروط المنهج التربوي الإسلامي، كما بحثنا في هذا الفصل.