سادسا: النشاط المدرسي والتربية الإسلامية:

1- تعريف النشاط:

من أهم المعاني التي يعنيها "النشاط المدرسي" اليوم، صرف طاقات الناشئين أو تشجيعها أو بعثها، في أعمال وألعاب يقبلون عليها من تلقاء أنفسهم، إذ أنها تستهويهم وتحقق ميولهم وذاتيتهم، وتناسب استعدادهم، وتبعث فيهم المرح والحيوية والتفاؤل، وتحبب المدرسة إلى نفوسهم، وتشعرهم بكيانهم الاجتماعي، وبعضويتهم في الجماعة، واندماجهم في المجتمع، وتشبع بعض حاجاتهم النفسية كالحاجة إلى التقدير، واللعب والمرح، وربما نشأت فكرة النشاط في المدرسة الحديثة، يقصد الترويح عن نفوس الناشئين، وإراحتهم من عناء الجهد الفكري المستمر، فكان لها أوقات مستقلة منفصلة عن الجو العلمي، وعن الدروس المدرسية ذات الطابع الفكري، والمسئولية الجدية المرتبطة بالدرجات والنجاح، والعقاب، والتقيد بالنظام الفصلي بحذافيره.

بيد أن بعض المربين الغربيين، رأوا أن النشاط يمكن أن يكون وسيلة مباشرة للتعليم، فأدخلوه في صلب المنهج، بل أصبح في كل المناهج المعمول بها، جزءًا من المنهج ينص عليه عند سرد مفردات المنهج، أو مواده أو توصياته أو أهدافه، إما في بعض المواد الدراسية، وإما في معظمها أو كلها، ويكون له بعض الدرجات، فيؤثر في النجاح.

2- النشاط في مدارسنا:

إن التطبيق العملي السائد عندنا للنشاط المدرسي، لا يدل على ارتباط حقيقي بينه، وبين الأهداف التي وضع من أجلها في المناهج، حتى ليظن المتتبع لنشاطات المدارس، أنها أقرب إلى تحقيق الاستمتاع والمرح، والشعور بالظفر والغلبة والقوة: منها إلى تحقيق نمو المواهب والشعور بالمسئولية النابعة من أعماق النفس دون أن تفرض فرضًا، وإن هذه النشاطات الشائعة، كأنما ابتغي بها إرضاء الآخرين، وإشباع حب الظهور بالمظهر اللائق، أكثر من أن يقصد بها أي قصور تربوي آخر.

فالنشاط الرياضي مثلًا، أصبح اليوم يأخذ بألباب الطلاب ويستهويهم، دون أن يعرفوا له هدفا ساميا أو وجهة تتعلق بعقيدتهم، أو بحاجة مجتمعهم الإسلامي أجل الدفاع عن العقيدة والأنفس، والأوطان والديار والمقدسات، والأموال والأرواح.

والنشاط الفني، أو ما يسمونه بالتعبير الفني، أصبح مجالًا للمباهاة ومضاهاة خلق الله بلوحات فنية؛ وهو الذي لم تكن غايته في الأصل مجرد الاستمتاع بالفن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015