ومن الملاحظات المهمة أيضًا التي يجب التنبيه عليها نرى بعض الباحثين يطلب من أحد زملائه، أو من أي أحد آخر أن يقوم بعملية جمع المادة العلمية من مصادرها أو معاونته، هذا تصرف من أخطر ما يكون، ويعد من الأخطاء الجسيمة التي يقع فيها بعض الباحثين، هذا لا يجوز. وهب أن باحثًا ما تمكن من جمع المادة العلمية من خلال غيرك، فإنه لن يتمكن من صياغتها صياغة جيدة، وتوظيفها في بحثه توظيفًا صحيحًا، بالإضافة إلى أنه سيكون باحثًا غير جاد، يعيش عالة على غيره، ولن يأتي بجديد في مستقبل أيامه. وليعلم الباحث أن جمعه للمادة العلمية بنفسه فيه عدة فوائد: فإن ذلك يجعله في قمة الوعي بما يأخذ ويترك من مواد علمية داخل المصادر، كما أنه يثير في خاطره كثيرًا من الأفكار والآراء، وهو يقرأ، ويستوعب، ويستنبط. ويفيده أيضًا في إيجاد لون من الألفة بينه وبين موضوعه، فيقبل عليه بنفس راضية. وفي سياق حديثنا عن المصادر والمراجع لا بد لنا من وقفة نتعرف من خلالها على تنوعها، وكيفية استخدام القدماء والمحدثين لها.

كيفية استخدام القدماء والمحدثين للمصادر

لقد عرفت في بداية حديثي للمصدر والمرجع، وفرقت بينهما وأشرت إلى تنوع المصادر إلى مصادر أصلية، ومصادر ثانوية، وضربت أمثلة لكل نوع، والآن نتعرف على كيفية استخدام القدماء للمصادر.

القدماء اعتمدوا على الرواية الشفوية الرواية الشفوية، كانت هي الغالبة على مصادر المعرفة عندهم، هي الأداة الأولى في التأليف، ولذلك اهتم بها العلماء وبأسانيدها، ومتنها اهتمامًا كبيرًا، حتى بعد ظهور التدوين، وخاصة في مراحله الأولى، نلحظ ذلك في كثرة الأسانيد التي تذكر مع الأشعار والأخبار للدلالة على صدقهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015