ولكن بعدما يتعمق الباحث في بحثه تبدو له أشياء، وتظهر قضايا قد يضيف إليها بعض الإضافات، يعني: يرجع إلى الخطة، ويضيف إليها بعض الإضافات، أو يحذف منها ما يراه غير صالح، فقد يحذف بابًا كاملًا، وقد يضيف بابًا؛ تبعًا لما يجد له من مادة علمية وآراء وأفكار متنوعة. هذا بالنسبة لإعداد الخطة، وهي تمثل الخطوة الثانية من خطوات البحث، وهي من الأهمية بمكان -كما رأينا.

وأقول في النهاية: كل خطة بحث قابلة للتعديل والتغيير حتى آخر كلمة يكتبها الباحث في بحثه، والخطة قابلة للتعديل والتغيير.

تحديد المصادر والمراجع

الخطوة الثالثة التي تلي هذه الخطوة: فبعد أن ينتهي الباحث من التخطيط لبحثه يبدأ في تحديد المصادر والمراجع التي سيستعين بها في إعداد البحث، هناك فرق بين تحديد المصدر، وبين استقرائه. في هذه الخطوة نحدد المراجع والمصادر، ونعدها في قوائم أو بطاقات خاصة بها، نشير إلى أمكنتها، وإلى رموزها وإلى أرقامها في أماكنها، وينصفها الباحث إلى مجموعات تتناسب مع تقسيم البحث؛ حتى يسهل عليه الرجوع إليها فيما بعد.

وللمصادر أهمية كبرى في مجال البحوث العلمية كما نعلم، فهي بمثابة النواة التي ينبثق منها البحث ويؤتي ثماره، وهي تنير الطريق للباحث، وتساعده على الإحاطة بموضوع بحثه، وتمكنه من الوقوف على مدى ما وصل إليه الباحثون قبله. ومن ثم، يستطيع أن يقرر من أي يبدأ، وما الجديد الذي يمكنه إضافته، كل ذلك من خلال المصادر والمراجع. كما أن جمع المصادر والمراجع بالطريقة التي سنشير إليها ينمي مهارة البحث والاستقصاء لدى الباحث، ويوفر عليه كثير من الجهد والوقت عند إعداد الفهارس، لا بد أن يراعي الباحث ذلك ويتنبه له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015