فن الإنشاء

تعريف فن الإنشاء وغايته وتاريخه واستمداده وفضله

مقدمة

الغرض من تدريس الإنشاء: هو إبلاغ المتعلم إلى الإفصاح عن مراده، كتابة أو قولاً مِن أقرب طريق، وسلوكِ سبل الإفهام بأحسن ما يُستطاع من التعبير، ومن الواضح أن ذلك لا يحصل بقواعد مطردة، بل الأصل فيه هو الممارسة، ومزاولة مآثر نوابغ الكُتَّاب في ألفاظهم ومعانيهم، لتحصل منها في ذِهْن المُطَالِع قوالبُ غيرُ جُزْئِيَّة تُفرَغُ فيها أمثالُها، وإنما القواعد التي تُدرَس في هذا الفَنِّ ليست غير أُنموذجٍ من طرق التعبير، أو كليات في حُسْن التنسيق واختلاف أغراض الكلام ونحو ذلك، مما يجعلُ بصيرةَ المتعلِّم قادرةً على الحكم والتمييز بين ما يجب أن يأخذَه وما يجب أن يتركَه.

إذن، فالإنشاء: علمٌ تُعرَف به كيفيَّةُ أداء المعاني التي تخطُِر بالذِّهْن أو تُلقَى إليه، على وَجْهٍ تتمكَّنُ به من نفوس المخاطبين، من حيث حُسْنُ رَبْطِ أجزاء الكلام، واشتماله على ما يُستَجَاد من الألفاظ ويحسن من الأساليب، مع بلاغته.

فقولنا: (تُعرَفُ به كيفيَّة أداء المعاني) يدخل فيه علوم اللغة كلُّها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015