وقولنا: (التي تخطُِر بالذهن أو تُلقَى إليه) لقَصْد التعميم؛ لأنَّ من الناس من لا يحسن التعبير عن غير المعاني التي تخطر بذهنه، فإذا كُلِّفَ إنشاءَ شيءٍ اقتُرِحَ عليه لم يستطع، حتى قيل: إنَّ الأفضل للكاتب أن يكتب كما يريد ويُرَادُ منه. وقيل: إنَّ الحريريَّ صاحب المقامات لَمَّا أُحضِر من العراق لديوان الإنشاء ببغداد، وكُلِّفَ كتابةَ كتابٍ أُفْحِمَ حتى قيل فيه:

شَيْخٌ لنَا مِنْ رَبيعَةِ الفَرَسِ ... يَنْتِفُ عُثْنُونَهُ مِنَ الهَوَس

أنطقَه الله بالعراق كمَا ... ألْجَمَهُ في بغدادَ بالخَرَس

وقولنا: (على وَجْهٍ تتمكَّن به من نفوس المخاطبين بها) خرج به علم اللغة، والنحو، والصرف، إذ لا يشترط فيها ذلك.

وقولنا: (من حيث حسن ربط أجزاء الكلام ... إلخ) لإخراج علم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015