إذا سَاءَ فِعْلُ المَرْءِ ساءَتْ ظنونُه ... وصَدَّقَ ما يعتَادُه مِنْ تَوَهُّم
وقول الخُوَارَزْميِّ في بعض مكاتيبه: "إذا أحسَّ من لسانه بَسْطَةً، ووجد في خاطرِه فَضْلةً، وأصاب من القول جَرَيَانًا، قال: ما وَجَد بيانًا" فحَلَّ بذلك قولَ الشاعر:
وقد وجدتَ مكان القولِ ذا سَعَةٍ ... فإن وَجَدْتَ لسانًا قائلاً فَقُل
مع تغيير في اللفظ والمعنى.
وأما عَقْدُ النثر فكثيرٌ، ومنه قولُ أبي تمام:
أتصبِرُ للبَلْوَى عَزَاءً وحِسْبَةً ... فَتُؤْجَرَ أم تَسْلُو سُلُوَّ البَهَائِم
عقد قول علي - رضي الله عنه - للأشعث بن قيس: "إمَّا صَبَرْتَ صَبْرَ الأحرار، وإلا سَلَوْتَ سُلُوَّ البهائم".
حكى القاضي الفاضل قال: أرسلني أبي إلى يوسف بن أبي الخلال رئيس ديوان الإنشاء بمصر في الدولة الصلاحية لتعلُّم فَنِّ الكتابة، فرَحَّبَ بي ثم سألني: ما الذي أعددتَ من الآلات؟ فقلت: القرآن، وكتاب الحماسة. فقال: إن في هذا لبلاغًا. فلمَّا تَردَّدْتُ إليه، وتدَرَّبْتُ بين يديه، أمرني أن أَحلَّ شعر الحماسة فحللتُه من أوله إلى آخره، ثم أمرني أن أحلَّه مرةً ثانيةً ففعلت، فقال لي: اشتغل بمثل هذا وأنت إذًا تُحسِنُ الإنشاء.
ومما يجب التنبُّه إليه أنَّ المرجع في كلِّ صِنْفٍ إلى اختيارِ جَيِّدِ إنشاءِ فُحُولِه، ففي الكتابة يجب تتبع أساليب مجيديها من كتابة ديوانية