يذهب فكأنها لم تَرَهُ، وغاية مطلوب الإنسان منها أن يُمَدَّ له في عُمُره، ويُمْلَى له في امتداد كُثْرِه. أمَّا تعميرُه فيعترضُه المشيب الذي هو عدمٌ في وجود، وهو أخو الموت في كلِّ شيءٍ إلا في سُكْنَى اللُّحُود. وأمَّا مالُه فإن أمسَكَه فهو عُرْضَةٌ لوارث يأكلُه، أو حادثٍ يستأصلُه، وإن أنفقَه كان عليه في الحلال حِسَابًا، وفي الحرام عِقَابًا، فهذه زَهْرَةُ الدنيا النَّاضِرة، وهذه عُقْبَاها الخاسرة".
فقوله: (وما ينبغي حينئذٍ أن يُفرَح بها مقبلة، ولا يؤسَى عليها مدبرة) هو المعنى الأساسي.
وقوله في الدنيا: (ولا شبيهَ لها إلا الأحلامُ ... ) إلخ الفِقْرات. وقوله: (وهو أخو الموت في كلِّ شيءٍ ... ) إلخ الفِقْرة. من قبيل إيضاح المعنى.
وقوله: (الناس في الدنيا). وقوله: (وكل ما تراه العين) مع بقية الكلام، ذلك كلُّه من قبيل تفصيل المعنى، وقد خَلَط ترتيبَها خلطًا تظهرُ به مقدرةُ المتعلِّم عند تمييز بعضها من بعض، بحسب المراتب الثلاثة المذكورة.