الخُطْبَة

قد عَرَفْتَ حقيقتَها مما تقدَّم، وليس لمقدارِها حَدٌّ محدودٌ، ولكنها تكون بحسب الغرض الذي دعا الخطيبَ للكلام، ثم تكون بحسب ذلك الغرضِ بَيْنَ موجَزةٍ ومُطْنَبَةٍ ومتوسطة بحسب ما يأتي في المقامات، ولذلك تكلَّم الفقهاء على أقلِّ مقدار خطبة الجمعة والعيدين، والمرويُّ في المذهب أنَّ مسمَّى الخطبة: "حمدُ الله، وصلاةٌ على رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحذيرٌ وتبشيرٌ، وقرآن"، وذلك لأنَّ غرض الخطبة الدينية لا يُقَصِّر عن ذلك إلا أنَّ الخطبة التامَّةَ تطول وتقصُر بحسب الحاجة، ألا ترى أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقصِّر الخطبة الجُمُعِيَّة، وأطال خطبة الحج؛ لأنَّ الأُولى تتكرَّر فيُقتصَر فيها على ما دعت إليه الحاجة في تلك الجمعة بخلاف الأخرى.

ومتى نظرنا إلى أغراض الخطباء في تركيب الخُطَب نجد الخطبة تعتمد على أركان سبعة:

الركن الأول: الديباجة

الركن الأول: الدِّيبَاجة: وهي فاتحة الخطبة المشتملة على حَمْدٍ وثناءٍ على الله تعالى، وصلاةٍ على رسوله، وما هو من ذلك القبيل. قال أبو هلال: "لأنَّ النفسَ تتشوَّقُ للثناء على الله تعالى فهو داعيةٌ إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015