كانت معه نبل، فإذا كان يعملها قلت: نابل, وتقول: استنبلني فَأَنبَلْتُهُ، أي أَعْطَيْتُهُ نَبْلًا، واستحذاني فَأَحذَيْتُهُ، أي أعطيته حِذَاءً, وتقول: هذا رجل سَائِف وسَيَّاف؛ إذا كان معه سيف, وهذا رجل تَرَّاس، إذا كان معه ترس, فإذا لم يكن معه ترس قيل: أَكْشَفُ, فإذا كان مه سيف ونبل قلت: قَارِن, وهذا رجل سالح، معه سلاحٌ, وهذا رجل دارع: عليه درع, وحاسر: لا درع عليه, ورجل رامح: معه رمُحٌ, فإذا لم يكن معه رُمح قيل: أَجَم, قال أوس:
ويل أمهم معشراً جماً بيوتهم ... من الرماح وفي المعروف تنكير
وقال عنترة:
ألم تعلم لحاك الله أني ... أَجَم إذا لقيت ذوي الرماح
وتقول: هذا رجل مُتَقوس قوسه، وهذا رجل مُتَنَبِّل نبلهُ، إذا كان معه قوس ونبل، فإذا كان كامل الأداة من السلاح قيل: مُؤْد ومُدَجَّج، وَشَاكٍّ في السلاح, فإذا لم يكن معه سلاح فهو أَعْزَلُ، وقوم عُزْل وعُزْلَان وعُزَّل, فإذا كان عليه مِغْفَر فهو مُقَنَّع, فإذا لبس فوق درعه ثوباً فهو كَافرًٌ, وقد كَفَر فوق درعه ثَوْبًا, ومنه قيل: الليل كَافِر؛ لأنه يستر بظلمته ويغطي, قال ثعلبة بن صعير المازني، وذكر الظليم والنعامة وأنهما راحا إلى بيضهما:
فَتَذَكَّرا ثقلاً رثيداً بعد ما ... ألقت ذُكاء يمينها في كَافِرِ
وَذُكاء: اسم للشمس، وهي مشتقة من ذَكَت النار تَذْكُو, والكافِرُ هنا هنا: الليل, وقوله: ألقت ذكاءُ يمينها في كافر، أي بدأت في المغيب, وقال لبيد -وسرق هذا المعنى- وذكر الشمس ومغيبها:
حتى إذا ألقت يداً في كَافِر ... وأجن عورات الثغور ظلامها
ومنه سمي الكافر كافراً؛ لأنه ستر نعم الله, ويقال: رماد مَكْفُور، أي قد سَفَت عليه الرياح التراب حتى واراه, قال الراجز:
قد درست غير رماد مَكْفُور ... مكتئب اللون مروح ممطور
وقال آخر:
فوردت قبل انبلاج الفجر ... وابن ذُكاء كامن في كُفْرِ