بعير, وحكي عن بعض العرب: صرعتني بعبر "لي"، أي ناقة, وتقول: شربت من لبن بعيري أي من لبن ناقتي, ويقال: له بعير إذا أجذع, والجمل بمنزلةِ الرجل لا يكون إلا للمذكر، والناقة بمنزلة المرأة، والبعير يجمعهما جميعاً, والبكرة بمنزلة الفتاة، والبكر بمنزلة الفتى، والقلوص بمنزلة الجارية, وتقول: هذا رجل فقير للذي له البلغة من العيش, وهذا رجل مسكين للذي لا شيء له, قال الله جل وعز: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة: الآية:60] ، ثم قال الراعي:
أما الفقير الذي كانت حلوبته ... وفق العيال فلم يترك له سبد
وقال يونس: قلت لآعرابي: أفقير أنت؟ قال: لا والله، مسكين, والخَصِر الذي يجد البرد, والخَرِص: الجائع المقرور, والأَرَامِل: المساكين من جماعة رجال ونساء, ويقال لهم: الأرامل وإن لم يكن فيهم نساء, ويقال: جاءت أرملة من نساء ورجال محتاجين, ويقال للرجال المحتاجين الضعفاء: أرملة وأرامل، وإن لم يكن فيهم نساء, وقد أرمل القوم، إذا نفد زادهم, وعامٌ أرمل: قليل المطر, وسنة رملاء, وتقول: قد رمح الفرسُ والحمارُ والبغلُ والحافرُ, ويقال للبعير: قد ركل برجله، ولا تقل: رمح, وقد خبط البعير بيده، وقد زبنت الناقة، إذا ضربت بثفنات رجليها عند الحلب فالزبن بالثفنات, وتقول: توفر وتحمد، ولا تقل توثر, وقد وفرته عرضه وماله أَفِرُهُ وَفْرًا، إذا كان تاماً وَافِرًا, وتقول: هذه أرض في نبتها فِرَة، وفي نبتها وَفْر، إذا كان تاماً وافرًا لم يُرْعَ, وتقول: هذه مَبَارِكُ الإبل، وهذه مِرَابِضُ الغنم, وتقول: هذا عَطَن الإبل ومَعْطِنُها، وهو مَبْرَكُها حول الماء, ولا تكون الأَعْطان والمَعَاطن إلا مَبَارِكُها حول الماء، وقد عَطَنت تَعْطُنُ عُطُونًا, وهي إبل عَاطِنَة وعواطن، وقد أَعْطَنْتُهَا, وكذلك هذا عَطَن الغنم ومعطنها، لمرابضها حول الماء, وهذه ثَايَةُ الغنم وَثَايَةُ الإبل: مأواها وهي عازبة، أو مأواها حول البيوت, وهذا مُرَاح الإبل ومُرَاح الغنم.
وتقول: قد هَمَلَتِ الإبل فهي هاملة وهواملُ، وقد أَهْمَلْتُها أنا، إذا أَرْسَلْتُهَا ترعى ليلاً ونهاراً بلا راعٍ، فالهَمْل يكون ليلاً ونهاراً, فأما النَّفْش فلا يكون إلا ليلاً, تقول: نَفَشَتْ تَنْفِشُ نُفُوشًا، وهي إبل نَفَش وَنَوَافش وَنَفاش وقد أَنْفَشْتُهَا أنا, وكذلك نَفَشَتِ الغنم، ولا يقال: هَمَلَت الغنم, وقد رَفَضت الإبل، إذا تركتها تبدد في مرعاها وترعى حيث "أحبت" لا تثنيها عما تريد, وهي إبل رافضة، وإبل رَفَض, وقد رَفَضَتْ هي