لما أَتَانِي ابن عمير راغباً ... أعطيته عيساء منها فَبَرَقْ
ويقال: قد بَرِقَتِ الغنم تبرَقُ، إذا اشتكت بطونها عن أكل البَرُوق، وهو نَبْت, ويقال: قد سَكَرَتِ الرِّيْح، تَسْكُرُ سُكُورًا، إذا سَكَنت بعد الهُبُوب, وقد سَكَرت النَّهْر أَسْكُرُه سَكُرًا إذا سَدَدتُهُ, وقد سَكِر الرجل يَسْكَرُ سُكْرًا, وقد شَكَرتُ له صَنِيعهُ فأنا أَشْكُرُ له شُكْرًا، وقد شَكَرتُهُ لغة, وقد شَكِرَتِ الإبل والغنم تَشْكَرُ شَكَرًا، وهذا زمن الشَّكَرة، إذا حَفَلت من الربيع، وهي إبل شَكَارَى وغنم شَكَارَى, ويقال: ضَرَّة شَكْرَى، إذا كانت مَلْأَى من اللبن, والضَّرَّة: أصل الضَّرْع, ويقل: قد نَهَمَ الإبل يَنْهِمُهَا نَهْمًا، إذا زَجَرَهَا؛ لتجد في سَيْرِهَا, قال الراجز:
ألا انهِمَاها إنها مَنَاهِيم ... وَإِنََّهَا مناجد مَتَاهِيم
-أي تأتي نَجْدًا وتأتي تِهَامَةَ- ... وإنما يَنْهَمُهَا القوم الهِيم
قوله: "مناهيم" أي تطيع على النَّهْم, وقد نَهِمَ في الطعام يَنْهَمُ نَهَمًا, ويقال: قد جَلَحَ المال الشجر، فهو يجلحه جَلْحًا، إذا أكل أعلاه.
قال الرَّاجِزُ:
ألا ازحميه زحمة فروحي ... وجاوزي ذا السَّحَم المجلوح
وكثرة الأصوات والنبوح
ويقال: ما كان الرجل أَجْلَحَ، وقد جَلِح يَجْلَحُ جَلَحًا, ويقال: قد عَجَر عنقه يَعْجِرها عَجْرًا، إذا ثناها, ويقال: قد عَجِر ابن فلان يَعْجَرُ عَجَرًا، إذا غلظ وسمن, ويقال: قَرَحَ فلان فلانًا بالحق، إذا استقبله به, وقد قَرَحَهُ يقرحهُ قَرْحًا إذا جَرَحَهُ, والقَرِيح: الجريح, قال الهذلي1:
لا يُسلمون قَرِيْحًا حل وسطهم ... يوم اللقاء ولا يَشْوُوْن من قَرَحوا
ويقال: قد قَرَح يَقْرَحُ قَرَحًا، إذا خَرَجت به قُرُوحٌ, وقد عَكَر عليه يَعْكِرُ عَكْرًا، إذا رجع عليه وعطف, ويقال: إن فلاناً لَعَكَّارة في الحروب, ويقال: قد عَكَر النبيذ وغيره يَعْكَرُ عَكَرًا، وعَكَرُهُ: آَخِرُهُ وخائره, ويقال: قد حَمَر شاته يَحْمُرُها حَمْرًا، إذا