سَرِفت الشيء أَسْرَفُهُ سَرَفًا، إذا أغفلت وَجَهِلت, وَحُكِى عن بعض الأعراب، وَوَاعَدَه أصحاب له من المسجد مكاناً، فأخلفهم، فقيل له في ذلك, فقال: مررت بكم فَسَرِفْتُكُم أي أغفلتكم, ومنه قول جرير:
أعطوا هنيدة يحدوها ثمانية ... ما في عطائهم مَنٌّ ولا سَرَف
أي إغفال, ومنه قول طرفة:
إن امرأ سَرِفَ الفؤاد يرى ... عَسَلاً بماء سحابة شَتْمى
ويقال: عَرَنت البعير أَعْرُنُهُ عَرْنًا، إذا جعلت في أنفه العِرَان، وهو العود الذي يُجْعلُ في أنف البخاتي ويُشَد فيه الخطامُ, ويقال: قد عَرِن البعير وهو يَعْرن عَرَنًا, وهو قرح يأخذه في عنقه فيحتك منه، وربما بَرَك إلى أصل شجرة فاحتك بها, ودواؤه أن يُحْرق عليه الشحم, ويقال: قد غَرَضت المرأةُ سِقَاءَهَا، إذا مَخَضته، فإذا صار ثميرة قبل أن يَجْتَمِع زُبْدُهُ صبته فسقته القوم, وقد غَرَضنا السخل نَغْرضه غَرْضًا، إذا فطمناهُ قبل إناهُ, وقد غَرَضنا الحوض، إذا مَلَأناه, قال الراجز:
لا تأويا للحوض أن يفيضا ... أن تَغْرِضَا خير من أن تَغِيضا
وقد غَرِضت بالمقام أَغْرِض غرضاً، إذا ضجرت, وقد غَرِضت إلى لقائكم أي اشتقت, وقد بَرَق البَرْق يبرق، وقد بَرَق في الوعيد ورَعَد يَبْرُقُ ويَرْعُدُ, قال الأصمعي: ولا يقال: أَرْعَدَ وأَبْرَقَ, وحكى اللغتين أبو عبيدة وأبو عمرو، فاحتج على الأصمعي ببيت الكميت:
أَرْعِدْ وأَبْرِقْ يا يزيد ... فما وَعِيدك لي بِضَائر
فقال: ليس [قول الكميت] بحجة، هو مُوَلد، واحتج ببيت المتلمس:
فإذا حَلَلت ودون بيتي غاوةٌ ... فابرُقْ بأرضك ما بدا لك وارعُدِ
وببيت ابن أحمر:
يا جل ما بعدت عليك بلادنا ... فَابرُقْ بأرضك ما بدا لك وارعُدِ
ويقال: قد بَرَق طعامه بزيت أو بسمن يبرقه بَرْقًا، وهو شيء منه قليل لم يسغسغه، والسَّغْسَغَة كثرة الأدم, ويقال: قد بَرَق السيف يبرق وقد بَرَق البصر يَبْرُقُ بَرَقًا، إذا تَحَيَّر، فلم يَطْرِف, وكذلك بَرَق الرجل يَبْرَقُ بَرَقًا, قال العقيلي: