186 - فعند جهل بعض هذي الخمس ... ما العمل اليوم كمثل أمس
187 - وليس كل ما به جرى العمل ... معتبراً شرعاً فمنه ما انهمل
188 - فربما أجراه ذو التعاصي ... بترك طاعةٍ وبالمعاصي
189 - كالمكس والغيبة والقتال ... فيتبع الأول فيه التالي
190 - فلا تقل "إنا وجدنا" الآية ... وبالكتاب زن سوى الولايه
191 - فربما خالف بعض الأوليا ... في ظاهر الشرع لكي يبتليا
192 - من لم يكن صحيح الاعتقاد ... في الأوليا من أهل الانتقاد
193 - فسلموا لتسلموا أقوالهم ... وحالهم واجتنبوا فعالهم
194 - ورجحوا بالعرف أيضاً وهوا ... من سائر المرجحات أقوى
195 - وذلك الترجيح بالمجتهد ... ليس بمختصٍّ عن المقلد
196 - فالعرف ظاهر لكل واحد ... لم يتأت جحده للجاحد
197 - "والعرف ما يغلب عند الناس ... ومثله العادة دون باس
198 - ومقتضاهما معاً مشروع ... في غير ما خالفه المشروع".
199 - وذان في الترجيح شرعاً قدما ... "فلهما كن أبدا مقدما"
200 - وكل ما انبنى على العرف يدور ... معه وجوداً عدماً دور البدور
201 - فاحذر جمودك على ما في الكتب ... في ما جرى عرفٌ به بل منه تب
202 - لأنه الضلال والإضلال ... إذا قد خلت من أهلها الأطلال
203 - فكل ما في الشرع فهو تابع ... إلى العوائد لها مجامع
204 - فما اقتضته عادة تجددت ... تعين الحكم به إذا بدت
205 - وهذه قاعدةٌ فيها اجتهد ... كلٌ وأجمع عليها للأبد
206 - لذاك قالوا من أتى مستفتيا ... سئل عن عادته فأفتيا
207 - بما اقضته عادة المستفتى ... وإن يكن خالف عرف المفتي
208 - وخص ذا بالكليات الخمس ... وبالعقائد ليوم الرمس