209 - فالنفس والعقل كذا المال وجب ... صونٌ لها والعرض أيضاً والنسب
210 - فما لها من ناسخٍ في الملل ... من عهد آدم لأجل العلل
211 - ورجحوا بالدرء للمفاسد ... وبالمصالح لقولٍ كاسد
212 - وخصصوا الترجيح بالمصالح ... وبالمفاسد لثبتٍ صالح
213 - لكونه أهلاً للاجتهاد ... قد أتقن الآلات بالسهاد
214 - فقيه نفسٍ لم يكن مغفلا ... وبأصول الفقه قد تكفلا
215 - أحاط بالفروع والقواعد ... فكان ساعياً لكل قاعد
216 - هذا كلام العلماء الأول ... في صفة الثبت المرجح ولي
217 - أصل علوم الشرع كل أوضحه ... درء المفاسد وجلب المصلحه
218 - وفي تصادم المصالح جلب ... أنفعها أو المفاسد ارتكب
219 - أخفها، وإن تعارض مفسده ... مصلحةٌ تجلب ذي لا المفسده
220 - هذا الذي أفتى به المغيلي ... وكان في العلوم ليث الغيل
221 - خذ طبقات الناس إذ يفتونا ... ثلاثةٌ لا الرابع المفتونا
222 - مجتهدان: مطلقٌ مقيد ... بمذهبٍ والأول المؤيد
223 - فمثلوا المطلق في المقاسم ... بمالكٍ والثاني بابن القاسم
224 - وذان نالا غاية العلم وما ... "كان أصح علم من تقدما"
225 - والثالث المتقن فقه مذهب ... مستبحرٌ لكنه في غيهب
226 - إذ لم يحط بجملة المقاصد ... كسائر الأصول والقواعد
227 - ورابع الأقسام من قد اقتصر ... في مذهب على كتاب مختصر
228 - في ضمنه مسائلٌ ما شيدت ... قد خصصت في غيره وقيدت
229 - وفيه أقوالٌ ضعافٌ ضعفت ... في غيره وكيف وزيفت
230 - فذوا اجتهادٍ مطلقاً فرضٌ عليه ... الافتا بما أدى اجتهاده إليه