الواردة في الحديث الذي أورده، مثال ذلك: سنن الوضوء وحدوده. قال: حدثني عبد الملك .... قال: كنت مع عمرو بن يحيى المازني جالساً بفناء داره، فدعا بوضوء، وقال لي: احفظ فإني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ هكذا ... الحديث. قال عبد الملك: ومن الوضوء مفروض ومسنون.
فمفروضه: قول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ... إِلَى الْكَعْبَيْنِ}. فهذا الوضوء المفروض الذي لا يجزئ الصلاة إلا به.
وسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك: المضمضة، والاستنشاق، ومسح الأذنين .... " (?).
"يعتبر كتاب الواضحة من أهم الكتب الفقهية في القرنين الثالث والرابع من الهجرة، وقد حظي هذا الكتاب بمكانة متميزة بصفة خاصة في بلاد الأندلس" (?)، فقد ورث مؤلفه الفقه المالكي بمنهجيه المدني، والمصري / القيرواني، فهو يعد أحد أكبر "ممثلين اتجاه ما يمكن أن نسميه مدنياً في داخل المالكية الأندلسية، ونعني به أن الجيل الأول من المالكيين الأندلسيين كانوا يعتمدون في علمهم على شيوخهم المصريين من تلاميذ مالك بن أنس من أمثال: عبد الرحمن بن القاسم، وعبد الملك بن وهب، وأشهب بن عبد العزيز، ثم على