لأحدهما فضل على الآخر والله أعلم بالمراد من ذلك، ولكنه قد ذكر في هذه السورة التي ذكر فيها هذا الحرف وهي السورة التي يذكر فيها الرحمن شيئًا ما أحسب له مخرجًا في تأويل ولا تفسير، ولا يصح بوجه ولا تقدير، وذلك أنه قال في قوله عز وجل: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} إنه قد يكون في العربية جنة واحدة فقيل: «كجنتان» كما قال الشاعر:

ومهمهين قذفين مرتين ... قطعته بالام لا بالسمتين

قال: إنما أراد مهمنا واحدًا ولذلك قال: «قطعته»، وإنما ثنى للقافية. قال وأنشد لبعضهم:

يسعى بكبداء ولهذمين ... قد جعل الأرطاة جنتين

أراد بكبداء ولهذم فثنى للقافية. قال: «وروؤس القوافي تحتمل الزيادة والنقصان»، كأنه ذهب إلى أنها جنة واحدة فقيل «جنتان» لتتفق رؤوس الآي، وهذا قبيح جدًا وتعسف عظيم. ومثله غير جائز إطلاقه على الله عز وجل أن يعد من خاف مقامه بجنتين ويصفهما {ذواتا أفنان} وفيهما كذا وكذا فيصفهما وما فيهما. ويعتقد معتقد أن المراد جنة واحدة وإنما ثنى ذلك للفاصلة وليس بينه وبيني «من» عارضه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015