وقال: في خزنة النار عشرون وأكثر وإنما قال «تسعة عشر» لرأس الآية فرق بل ينشعب من هذا أشياء قبيحة جدًا والإمساك عنها أولى، وإنما يقع من الزيادة في القوافي وفي رؤوس الآي ما لا يغير المعنى بزيادته نحو هاء الاستراحة في الوقف في قوله: {ما أغنى عني ماليه. هلك عني سلطانيه}. ونحو الألف للمد في مثل قوله: {ويظنون بالله الظنونا}، {فأضلونا السبيلا} وما أشبه ذلك مما يكثر في القوافي ورؤوس الآي، مما لا يغير المعنى كما يحذف فيها ما لا يفسد المعنى بحذفه نحو قوله: {والليل إذا يسر}، وحذف الواو والياء اللتين يتبعان هاء الإضمار وما أشبه ذلك مما يطول تعداده ولشهرته وكثرته أمسكنا عن ذكره.

وتقول: «رجل مبطن»: خميص البطن، «ورجل بطين»: عظيم البطن، و «مبطون»: عليل البطن، و «بطن»: منهوم كثير الأكل شره.

وكذلك يقال: «رجل مبطن»: للشديد الظهر، و «رجل ظهر»: يشتكي ظهره مثل «فقر»: إذا اشتكى فقاره، قال طرفة:

وإذا تلسنني ألسنها ... إنني لست بموهون فقر

وقال أبو عمرو الشيباني: إنما أراد بالفقر من الفقر وسوء الحال. وكذلك يقال: «رجل مصدر»: شديد الصدر، و «مصدور»: يشتكي صدره ومنه قولهم:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015