عقد المعاهدات التجارية لقريش "كما سيأتي قريبا عند الكلام على الإيلاف" فثمّر الأموال, وارتفع له ذكر نابه بين قومه, واستفاضت له مكارم سار بها الركبان1. قال ابن سعد:
"كان اسم هاشم عمرا فأصابت قريشا سنوات ذهبن بالأموال, فخرج هاشم إلى الشام فأمر بخبز كثير فخبز له فحمله في الغرائر2 على الإبل حتى وافى مكة, فهشم ذلك الخبز -يعني كسره- وثرده ونحر تلك الإبل, ثم أمر الطهاة فطبخوا. ثم كفأ القدور على الجفان فأشبع أهل مكة, فكان ذلك أول الحيا بعد السنة التي أصابتهم, فسمي بذلك هاشما. وقال ابن الزبعرى في ذلك:
عمرو العلا هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف
وقال وهب بن عبد قصي في ذلك:
تحمّل هاشم ما ضاق عنه ... وأعيا أن يقوم به ابن بيض
أتاهم بالغرائر متأقات ... من أرض الشام بالبر النقيض
فأوسع أهل مكة من هشيم ... وشاب الخبز باللحم الغريض
فظل القوم بين مكللات ... من الشيزاء حائرها يفيض3 ا. هـ.