يكون لبني عبد مناف السقاية والرفادة, وأن يكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار، فتحاجز الناس على ذلك حتى أتى الإسلام وهم عليه.
ازدهر مجد قريش التجاري وبلغ أوجه في الحقيقة، بهاشم بن عبد مناف؛ لأن تجارة قريش قبله لم تكن تعدو مكة "وإنما كان يقدم عليهم الأعاجم بالسلع فيشترونها منهم ثم يتبايعونها بينهم ويبيعونها على من حولهم من العرب"1, حتى جاء هاشم ففتح في وجوههم ما فتح.
كانت لهاشم دون إخوته الرفادة والسقاية فقام بأمرهما, إذ كان أخوه عبد شمس رجلا سفّارا مقلا ذا عيال, وهاشم موسر طماح بعيد النظر، وقد ضرب القرشيون على عهده في الأرض فأكثروا الأسفار التجارية. ومن الغريب أن أولاد عبد مناف كلهم حليفو أسفار طوحتهم الغربة فمات كل بناحية: أما هاشم فمات بغزة من أرض الشام فسميت به غزة هاشم، وأما أخوه المطلب فقد مات بردمان من أرض اليمن، وأما أخوه نوفل فمات بسلمان من أرض العراق، وعبد شمس مات بمكة.
اضطلع هاشم بأعباء الأمور وأكثر من الأسفار, وهو أول من