والظاهر أن هاشما لقي مجدا وعزا ومكانة لم يحظ ببعضها أحد، فأثار بذلك حسد الأقران له لما انقطعوا دون بلوغ شأوه وأورثوا هذا الحسد أبناءهم من بعدهم، ولم يشفع لهاشم ما قدم لقومه من خير وما رفع لهم من ذكر وما وطد لهم من تجارات، فإن ابن سعد يروي لنا بعد ما تقدم من صنع هاشم، أول ما زرع الشر بين بني أمية وبني هاشم قال: "فحسد هاشما أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وكان ذا مال فتكلف أن يصنع صنيع هاشم فعجز عنه، فشمت به ناس من قريش فغضب ونال من هاشم ودعاه إلى المنافرة، فكره هاشم ذلك لسنه وقدره، فلم تدعه قريش وأحفظوه. فقال لأمية: فإني أنافرك على خمسين ناقة سود الحدق تنحرها ببطن مكة، والجلاء عن مكة عشر سنين، فرضي أمية بذلك وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي, فنفّر هاشما عليه، فأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعمها من حضره وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين, فكانت هذه أول عداوة وقعت بين هاشم وأمية"1.

جرى بنو قصي على سنة أبيهم في إطعام الحاج إلا أن هاشما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015