خرجا يخرجونه في كل موسم من أموالهم, فإذا كان الحج قال قصي:

"يا معشر قريش: إنكم جيران الله وأهل بيته وأهل الحرم، وإن الحجاج ضيف الله وأهله وزوار بيته، وهم أحق الضيف بالكرامة, فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج حتى يصدروا عنكم" فكانوا يخرجون لذلك كل عام من أموالهم خرجا فيدفعونه إليه, فيصنعه طعاما للناس أياما منى فيأكله من لم يكن له سعة ولا زاد1 من الحجاج وأهل مكة, وهذه هي الرفادة.

امتدت أيام قصي حتى كبر فعهد إلى ولده عبد الدار باللواء والسقاية والرفادة؛ لأنه لم يشرف في حياته وكان بكره، فقد بطأ به عمله عن أن يلحق بأخيه عبد مناف الذي بلغ في الشرف والسيادة شأوا بعيدا، فخص قصي عبد الدار بذلك؛ جبرا له حتى يلحق بأخيه.

ثم تنازع على الشرف بنو عبد الدار وبنو عبد مناف وتحزب لكل من الفريقين أقوام وأفضى النزاع إلى الاستعداد للحرب، وتعاهد عند الكعبة بنو عبد الدار وحلفاؤهم على النصرة فسموا الأحلاف، وتعاقد بنو عبد مناف وغمسوا أيديهم في جفنة مملوءة طيبا فسموا المطيبين، ثم كان سعي بين الفريقين انفرج عن صلح بينهما على أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015