وأشعر1, فيكون ذلك أمانا له في المحلين. وكان الداج إذا انفرد وخشي على نفسه ولم يجد هديا، قلد نفسه بقلادة من شعر أو وبر، وأشعر نفسه بصوفه فيأمن بها, وإذا صدر من مكة تقلد من لحاء شجر الحرم. وكان الداج وغيره إذا أمّ البيت وليس له علم بذلك ولا هو في سيماء المحرم أخذ المحلون ما معه. وكانت العرب جميعا تنزع أسنتها في الأشهر الحرم، غير المحلين والذين يقاتلونهم، فإنهم كانوا يقاتلونهم حتى في الأشهر الحرم"2.
خير تلك الطوائف الطائفة الثالثة التي نعتها المرزوقي بأنها أهل هوى؛ إذ لا يكفي أن يكون الإنسان محرما يرعى ذمام الشهر والمكان، كافّا أذاه عن غيره وهو ينظر إلى المحلين يسفكون الدم الحرام وينهبون المال الحرام. ليس من البر أن يترك هؤلاء وانتهاكهم, بل البر كل البر أن يكون المرء محرما ثم مدافعا عن المحرمين شر هؤلاء المعتدين, وبذلك تستأصل شأفتهم ويحسم ضرهم. أما كف