صلى الله عليه وسلم: "لا ضرورة في الإسلام، وإنه من أحدث حدثا أخذ بحدثه" 1 ا. هـ.
إذا أضفت هذه التزيدات إلى ما في نفوس العرب من نفرة للخضوع حتى للدين، استطعت أن تستسيغ وجود قبائل تستهين بالحرمات وتتجاهل مكان قريش فتراها كغيرها من سائر العرب دماء وأموالا، بل تذهب أبعد من ذلك فلا ترعى حرمة شهر ولا أيام حج. ومن هنا تخوَّف الناس بعض التخوف من ورود الأسواق عزلا، ولو كانت مواسمها في الأشهر الحرم. فإن كنت علمت أن عكاظ ومجنة وذا المجاز, الأسواق الكبرى للعرب, تقام في الأشهر الحرم, فاعلم أن الأمن فيها هو أكثر حالها والأغلب من أيامها, وأن ما وقع فيها من أحداث استحلت فيها حرمتها، صادر ممن لا يرى لها حرمة وهم أقلية قلما يقيم المؤرخون لها حسابا.
انقسم العرب إزاء حرمة هذه الأسواق أقساما ثلاثة:
1- فأما قسم, فقد استحلوا المظالم فيها في أشهر الحج، ففعلوا المناكر وأحلوا الحرام وفتكوا وسرقوا ولم يحفظوا للمكان ولا للشهر ولا لقريش حرمة ما، فسموا "المحلين" لما استحلوا من الحرم