مطعم أنه قال: "أضللت بعيرا في يوم عرفة, فخرجت أقصه وأتبعه بعرفة, إذ أبصرت محمدا بعرفة! فقلت: هذا من الحمس، فما يقفه ههنا؟! فعجبت له"1.
تزيُّد قريش في دينها أو في ابتداعها على الأصح، علّم بعض الاحتيال، وما زال الدين -كما عليه الوطنية في أيامنا- مبتلى بمكر المرتكبين والمحتالين ورواد المنافع. فكان إذا أحدث أحد العرب حدثا وخاف على نفسه وجد في حرمة الشهر وحرمة الحرم خير معاذ يعتصم به من أن يناله القصاص. والظاهر أن أمثال هذه الحوادث تكررت حتى حلت من حياة العرب الاجتماعية محل العادات المستحكمة, فقد ذكر الأزرقي أنه كان من سنتهم أن الرجل يحدث الحدث: يقتل الرجل أو يلطمه أو يضربه, فيربط لحاء من لحاء2 الحرم قلادة في رقبته ويقول: "أنا ضرورة" فيقال: "دعوا الضرورة بجهله, وإن رمى بجعره3 في رحله" فلا يعرض له أحد, فقال النبي