بل تعداه إلى الثياب فحجروا على كل إنسان من غيرهم الطواف بالبيت أول ما يقدمون إلا بثياب الحمس، فإن لم يجدوا منها شيئا طافوا عراة ومن طاف في غير ثياب الحمس حرمت عليه بعد الطواف فألقاها ولم يُنتفع بها قط1.

وكانت العرب إذا أحرمت لم تدخل البيوت من أبوابها, وإنما تنقب في ظهورها نقبا فتدخل منه وتخرج ويزعمون أن ذلك من البر، إلا الحمس فإنهم امتازوا من بين سائر العرب بدخول البيوت من أبوابها وهم محرمون، وجروا على ذلك حتى في الإسلام وكانوا يستنكرون من غير الحمس أن يدخل أحد بيته محرما من بابه، فيذكرون أنه "بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بستان, إذ خرج من بابه وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري, فقالوا: يا رسول الله, إن قطبة رجل فاجر وإنه خرج معك من الباب!! " فقال له: "ما حملك على ما فعلت"؟ قال: "رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت" قال: "إني رجل أحمسي" قال له: "فإن ديني دينك"2. ورووا مثل هذا الحادث لصحابي اسمه رفاعة, فلما خرج مع النبي من الباب قالوا: "يا رسول الله نافق رفاعة! "2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015