عن التعرض للتقدمة التي قدّم بها أنيس "سائس فيل أبرهة", عبد المطلب إلى أبرهة, إذ قال له: "أيها الملك! هذا سيد قريش ببابك يستأذن عليك, وهو صاحب عير مكة، يطعم الناس بالسهل والوحوش في رءوس الجبال"1. وكان أبرهة أخذ لعبد المطلب مائتي بعير أصابها خارج مكة فأتاه يستردها. وإذا كان مائتا بعير مما يملك مثل عبد المطلب وأضفت إلى ذلك ما يذكر الرواة من أن عبد المطلب أمهر امرأته فاطمة بنت عمرو مائة ناقة ومائة رطل من الذهب2، وهو لم يشتهر بكثرة الأسفار كما اشتهر غيره من القرشيين، أمكنك أن تتصور الغنى الذي تمتع به هذا البطن من العرب.
وعبد المطلب هذا هو الذي رأس وفد قريش الذي ذهب إلى سيف بن ذي يزن ليهنئه بالملك وبالظفر. وقد لقي الوفد ورئيسه خاصة من إجلال الملك وإكرامه ما تجد تفصيله في العقد الفريد "1/ 175"