قَاضِي الْعَسْكَر فَقَالَ معَاذ الله لَا أُفَارِق خدمَة السُّلْطَان إِنَّه مولَايَ أكْرم مثواي قَالَ بِكَذَا جرى الْأَمر فاضطر إِلَى الْقبُول وَكَانَ وَالِده فِي الْحَيَاة فَسمع بِقصَّة وَلَده فقصده بأولاده من بروسه إِلَى أدرنة فَاسْتَقْبلهُ مَعَ وُجُوه النَّاس وَنزل لوالده عَن فرسه وعانقه وَقَالَ يَا أَبَت لَو اعطيتني مَالا لما بلغت إِلَى هَذَا الجاه ثمَّ إِن السُّلْطَان تغير عَلَيْهِ وعزله عَن منصبه وفوض إِلَيْهِ تدريس سلطانية بروسة وَعين لَهُ خمسين درهما ثمَّ إِن السُّلْطَان دَعَاهُ الى قسطنطينية لأجل المباحثة مَعَ الْمولى زيرك كَمَا ذكرنَا وَأَعْطَاهُ مدرسته بقسطنطينية ثمَّ إِنَّه استقضي بِمَدِينَة أدرنة ثمَّ بِمَدِينَة قسطنطينية ثمَّ إِن السُّلْطَان مُحَمَّد خَان استوزر مُحَمَّد باشا القرماني وَكَانَ الْوَزير مُحَمَّد باشا من تلامذة الْمولى عَلَاء الدّين الطوسي وَكَانَ متعصبا لذَلِك على خواجه زَاده فَقَالَ يَوْمًا للسُّلْطَان إِن خواجه زَاده يشكو من هَوَاء قسطنطينة ويمدح هَوَاء أزنيق فَقَالَ السُّلْطَان قلدته قَضَاء أزنيق مَعَ الْمدرسَة ثمَّ ترك الْقَضَاء وَاقْتصر على الْمدرسَة إِلَى أَن توفّي السُّلْطَان مُحَمَّد
ويحكى أَن الْوَزير الْمَذْكُور قبل انْتِقَال السُّلْطَان دَعَا الْمولى الْمَزْبُور للمباحثة مَعَ الْمولى الْفَاضِل خطيب زَاده لَعَلَّ خطيب زَاده يغلب عَلَيْهِ فينكسر بذلك غَرَض الْمولى الْفَاضِل الْمَزْبُور فَلَمَّا قدم خواجه زَاده إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة توجه إِلَى الْوَزير رَاكِبًا على بغلة وتلامذته يَمْشُونَ قدامه مِنْهُم الْمولى سراج الدّين وَالْمولى بهاء الدّين وَالْمولى مصلح الدّين الْبَار حصاري فَلَمَّا رَآهُ بِهَذِهِ الأبهة والجلال تحير واستقبله إِلَى الْبَاب