زيرك وَبَقِي الْمولى خواجه زَاده حَزينًا مهموما حَتَّى إِن خادمه صَار لَا يَخْدمه وَيَقُول لَو كَانَ لَك علم لأكرموك كَمَا أكرموهم وَفِي بعض الْمنَازل نَام الْخَادِم ويخدم خواجه زَاده الْفرس بِنَفسِهِ وَكَانَ يَوْمًا أَن الْخَادِم نَائِم وَالْمولى المومأ إِلَيْهِ قَاعد فِي ظلّ شَجَرَة فَإِذا ثَلَاثَة من حجاب السُّلْطَان يسْأَلُون عَن خيمة خواجه زَاده ويظنون أَن لَهُ خيمة كَسَائِر الْعلمَاء فَأَشَارَ بعض النَّاس إِلَيْهِم أَن هَذَا الْجَالِس فِي ظلّ الشَّجَرَة هُوَ خواجه زَاده فأنكروا ذَلِك ثمَّ جاؤوا وسلموا عَلَيْهِ وَقَالُوا أَنْت خواجه زَاده قَالَ نعم ثمَّ قَالُوا أَنْت مدرس الأَسدِية قَالَ نعم ثمَّ قَالُوا أَنْت الَّذِي ألزمت على الْمولى زيرك قَالَ نعم فَلَمَّا كثر القيل والقال انتبه الْخَادِم من مرقده فدنوه وَقَالُوا هَذَا الَّذِي ألزم على الْمولى الْفَاضِل زيرك قَالَ نعم سَمِعت مِنْهُ يَقُول كَذَا فقدموا إِلَيْهِ وقبلوا يَدَيْهِ وَقَالُوا إِن السُّلْطَان جعلك معلما لنَفسِهِ قَالَ الْمولى خواجه زَاده فَظَنَنْت أَنهم يسخرون مني

ثمَّ ضربوا هُنَاكَ خيمة وَقدمُوا إِلَيْهِ طَوِيلَة فرس مَعَ عبيد وألبسة وَعشرَة آلَاف دِرْهَم وَقَالُوا قُم إِلَى السُّلْطَان وَالْخَادِم نَائِم فَذهب إِلَيْهِ الْمولى خواجه زَاده ونبهه من النّوم فَقَالَ الْخَادِم خَلِّنِي أَنَام قَالَ قُم وَانْظُر حَالي قَالَ إِنِّي أعرف حالك دَعْنِي أَنَام فأبرم عَلَيْهِ فَقَامَ وَنظر حَاله فَقَالَ أَي حَال هَذَا قَالَ إِنِّي صرت معلم سُلْطَان فَقبل الْخَادِم يَده وتفرغ إِلَيْهِ وَاعْتذر عَن تَقْصِيره

ثمَّ إِن الْمولى الْمَزْبُور قَامَ وَركب إِلَى السُّلْطَان وَقَرَأَ السُّلْطَان عَلَيْهِ متن عز الدّين الزنجاني فِي التصريف وَكتب هُوَ شرحا عَلَيْهِ وتقرب عِنْده غَايَة التَّقَرُّب حَتَّى حسده الْوَزير مَحْمُود باشا على ذَلِك وَقَالَ ذَات يَوْم للسُّلْطَان إِن خواجه زَاده يطْلب مِنْك الْقَضَاء العسكري فتعجب السُّلْطَان وَقَالَ لأي شَيْء يتْرك صحبتي قَالَ لَا أَدْرِي وَأَعْطَاهُ السُّلْطَان ثمَّ قَالَ الْوَزير لخواجه زَاده إِن السُّلْطَان أَمرك أَن تعين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015