الرافضين لمنطق الهزيمة، وأبقت الفرضية مطروحة إلى اليوم، وهي اكتساب القوة المادية بنفس الأسلوب الذي اكتسبها به أجدادنا المسلمون الأوائل.

وتلك هي أهمية الدعوة الوهابية في المرحلتين الأولى في عهد عبد العزيز بن سعود، والثانية في النصف الأول من عهد عبد العزيز، فقد جرت المحاولتان في مناخ الهزيمة الشاملة للعالم الإسلامي، فضربتا المثل على إمكانية النصر بالإسلام، وإمكانية أن يكون الحل الشامل لمشكلة العالم الإسلامي مستمدا ومطابقا للحل الجزئي الذي جرب ونجح في أشد مناطق هذا العالم تخلفا وفقرا في الإمكانيات المادية، وفي نفس الوقت عجزت المحاولتان عن تقديم الحل الشامل والجذري للمشكلة، ومن ثم فقد أبقتا الجدل مستمرا، إذ منعتا التاريخ من أن يحسمه في اتجاه رفض الحل الإسلامي، ولكنهما لم تعطيا أنصار هذا الحل الحجة الحاسمة ولا المنهاج، فقد فشلت التجربتان في إجبار التاريخ على الاستجابة لهذا الاختيار، وما زلنا في نفس الوضع.

فحركة البعث الإسلامي، والجامعة الإسلامية، ودعاة الإصلاح الديني، وانتفاضات المهديين والسنوسيين، ليست كلها إلا استجابة متفاوتة الفهم والوضوح لذلك الجواب الذي طرحه السعوديون: العودة للإسلام تحرر المسلمين من الهزيمة المطبقة، وساعد الحل السعودي على البقاء في الساحة " (?) .

ويقول أيضا في موضع آخر في سياق كشف اعتراف خصوم الدعوة:

" بتلك " الدرة السنية "، بل أثمن الدرر، وهي تحويل البدوي أو الشرقي المتخلف إلى نموذج فريد في تفوقه، ونقطة أخرى تثير إعجاب المراقبين بالإجماع، مهما اختلف موقفهم من التجربة السعودية، وهي الأمن، ومن محاسن الوهابية أنهم أماتوا البدع ومحوها، ومن محاسنهم أنهم أمنوا البلاد التي ملكوها، وصار كل ما كان تحت حكمهم من هذه البراري والقفار يسلكها الرجل وحده على حمار بلا خفر، خصوصا بين الحرمين الشريفين، ومنعوا غزو الأعراب بعضهم لبعض، وصار جميع العرب على اختلاف قبائلهم من حضرموت إلى الشام كأنهم إخوان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015