فالأسس التي قامت عليها الدعوة هي أسس الدين وثوابت الإسلام، ولذلك آتت ثمارها اليانعة بحمد الله على صراط الله المستقيم، وعلى منهاج النبوة.
الطموح وبُعْد النظر: تميز منهج الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بالطموح واليقين في إعلاء كلمة الله ونصر الدين ونشر السنة، ومعالجة أدواء الأمة من البدع والمحدثات والمنكرات، والجهل، والفرقة والظلم والتخلف.
وبُعد النظر والطموح في المنهج العلمي والعملي الذي سلكه في منهج الدعوة يتجلى ذلك بأمور كثيرة منها:
1 - تركيزه على الأصول الكبرى والأولويات كالتوحيد وفرائض الدين، ومع ذلك لم يهمل ما دون ذلك.
2 - استعداده المبكر وتقديره لما ستواجهه الدعوة من الصعاب والعقبات على وجه يدل على بُعد النظر وحسن التقدير للأمور والاستعداد لذلك.
3 - اهتمامه المبكر بالبحث عن سلطة قوية ومؤهلة لحمل أعباء الدعوة وحمايتها، وحسن اختياره للأمير محمد بن سعود بعدما خذله ابن معمر.
الجَدَارة والنجاح: كفى الشيخ مجدًا وعزًا وفخرًا أن ينصر الله به الدين ويظهر به السنة، ولم يمت بحمد الله إلا وهو قرير العين. فقد عاش ورأى ثمار دعوته وهو حي متمثلة براية السنة الخفاقة، ودولة التوحيد في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد وابنه سعود وهي ترفل بثياب العز والنصر والهيبة والقوة والأمن، واستعلاء الدين وانكماش البدع حتى قامت خلافة مترامية الأطراف في سائر جزيرة العرب. وبمجتمع إسلامي يحاكي مجتمع السلف الصالح في القرون الفاضلة ولله الحمد والمنة.
فكان بحق إمامًا مجددًا، وقد امتدت آثار دعوته إلى جميع بلاد المسلمين بل العالم كله، ولا تزال بحمد الله هذه الدعوة قائمة حيَّة.
وهي قائمة أيضًا في أتباعها أهل السنة والجماعة في بلادها وفي أي بلد كانوا، وهم بحمد الله كثير.