هذا وقد شرح دعوته ومنهجه ودافع عن ذلك في رسائله وكتبه وسلوكه - هو وأتباعه كذلك - بما فيه الكفاية لكل مريد للحق ومنصف للخلق، وسنتناول في هذا الكتاب جملة من النقول في ذلك.
صفاء المشرب: فإن المشارب التي تلقى منها الإمام علمه وأدبه وخلقه مشارب شرعية وفطرية وعرقية صافية تتمثل بالكتاب والسنة وآثار السلف الصالح، بعيدًا عن الفلسفة والتصوف والكلام، وبالفطرة السليمة التي لم تحرفها المناهج البدعية ولا الشهوات ولا الشبهات، وبالبيئة الأسرية النبيلة ذات الفقه والعلم والحسب والنسب.
سلامة المنهج: لقد كان منهج الإمام في نفسه ودعوته وفي أتباعه ومع مخالفيه منهجًا سلفيًا شرعيًا نقيًا خاليًا من الشوائب، يتسم بالأصالة والثبات واليقين والوضوح والشمولية والواقعية والأهلية لإقامة مجتمع مسلم يتسم بالتدين والطهر والأصالة والحيوية والرقي والأمن.
كما كان منهج التأليف وتقرير الدين وعرضه عند الإمام وأتباعه منهجًا شرعيًا سلفيًا صافيًا يعتمد على القرآن والسنة والألفاظ الشرعية النقية خاليًا من التخرصات الفلسفية، والمصطلحات الصوفية، والمحاورات الكلامية، والتميُّعات الأدبية.
اعتماد منهج السلف الصالح: لقد اعتمد الإمام في دعوته منهج السلف الصالح في كل شيء، وبذلك تميز منهجه بالأصالة والشمول والواقعية والثبات واليقين.
وكان من ثمرة اعتماد هذا المنهج، أن قامت شعائر الدين وأصوله على أتم وجه وأكمله من التوحيد والصلاة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحدود والقضاء والعدل والأمن، وظهور الفضائل واختفاء الرذائل، وشيوع الدين والعلم في كل بلاد وصلتها الدعوة واستقرت فيها دولتها (الدولة السعودية) .