ومن اليمن بعمان بنو لام. وهم رجال معدودون، فهم في قبائل الباطنة من الجهة الغربية. وقد صاروا، هم وبنو خالد، أنصاراً للإمام ناصر بن مرشد رحمه الله، وما زال أضداد الإمام من أهل الغربية يغيرون عليهم، لمناصرتهم للإمام المذكور. وناصر بن قطن الهلالي النهابة من أهل الأحساء لا يزال يشن الغارات على غربية عمان، قتلاً ونهباً وسرقاً.
وكم أصاب من بني لام، وكم قتل ونهب. ويذهب إلى الأحساء هرباً من ثأر العمانيين، فيأبى في حين غرة من القوم، على إبله التي أعدها للنهب. وكم فسد في الأرض. وعمان أمس ليست عمان اليوم، ومن المحال ام الحال، والله ولي كل شيء.
ومن اليمن بعمان آل الريس. وهم قوم من طي، نزلوا عمان على أثر خروج مالك بن فهم، واحتلوا الجانب الغربي من عمان. وهم بلدانهم فسح، بكسر الفاء وسكون السين المهملة بعدها حاء مهملة، وهي من أعمال لوى من الجهة الشمالية. وهم هناك في رهط باسل، وهم زعماء وأعيان معروفون، وآل الريس كثيرون، ثم عريقون بذلك الطرف من عهدهم القديم.
نسب الهدادبة، وهم قوم من طي على الشائع الشهير. والهدادبةهم بطن من آل الريس، وهم كثيرون في بلدة فنجا من وادي سمائل، ويوجد فريق منهم في أطراف الشميلية، ولهم السور المعروف بسور الهدادبة، وفي أفريقيا الشرقية، أي زنجبار وتوابعها، فإن قبائل عمان في زنجبار فروع من عمان، قل ان توجد قبيلة في عمان، إلا وقسم منها في زنجبار، ويرأس الهدادبة في فنجا أولاد سعيد بن راشد، والموجود منهم الآن سعيد بن خلفان بن محمد بن سليمان، والهدادبة يرجحون بفنجا إذا ووزن بين قبائلها، ورئاستهم تشمل نصف فنجا والنصف الثاني ترجع رئاسته إلى الفوارس، وزعيمهم الآن الشيخ منصور بن ناصر بن محمد بن سيف، أحد القضاة بنزوى، منذ عهد الإمام محمد بن عبد الله الخليلي رحمه الله. وينوب عن منصور المذكور في رئاسة الفوارس بفنجا ولده محمد، هكذا وصلني رسمياً من حكومة السلطان سعيد بن تيمور أيام كنت والياً على بدبد، لأن فنجا من أعمالها.
ومن اليمن بعمان بنو نهد بن زيد بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، على اختلاف في قضاعة كما عرفته. وبنو نهد بن زيد موجودون في عمان، بالباطنة منها. ويوجد بعضهم في بدو عمان، ومنازل باديتهم الجرداء. وكانوا العريقين ببلدة بعد، بفتح الباء الموحدة وسكون العين المهملة بعدها دال مهملة، حتى قيل في الأمثال العمانية: " تردك بعد يا النهدى ". ويوجد فريق منهم في جامعة آل المسيب. ولعل شاعر العرب ابن عديم البهلاني إليهم يشير في قوله:
وأين نار الوغى آل المسيب من ... قضاعة وزعيم القوم زهران.
وزهران المشار اليه هو محسن بن زهران، زعيم آل المسيب، كان يسميه السلطان فيصل بن تركي: " زهران " حتى شاع ذلك عند الزعماء، ومصداقه أن زهران والد محسن هذا كان غير موجود أيام يقول الشاعر هذه القصيدة، بل الموجود هو محسن بن زهران، وهو الذي هرب من الإمام سالم إلى مسقط، إذ كان من أنصارها، حتى أنتهت أيام ذلك الإمام. وكان شاعر العرب رأى هذه القبيلة فظن أن نسب الكل قضاعة فعلقهم عليه، أو أنه وجد في سير العرب ما يدل على ما قال، وكل يقفو ما علم، وإلا فبنو المسيب على شهير نسابة أهل عمان أنهم من وائل، كما يقول صاحب " المؤتمن ". وقد أوردنا لك ذلك مسلسلاً إلى وائل والعلم عند الله. ومن بني نهد بن زيد: الصعق الذي يعرفه كل أحد، وهو جشم بن عمرو بن سعد، وكان سيد نهد في زمانه.
وبنو نهد في أرض اليمن وحضرموت كثيرون، والحقيقة أن اليمانية بعمان أغلبها من أرض اليمن وحضرموت، إلا قيلاً من بلاد العرب الأخرى.
ومن اليمن بعمان الحربيون. وهم بنو حرب بن شهاب بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان، وبقية نسب همدان معروف.
قال في " العقد الفريد ": وبنو حرب وهم الحربيون..الخ، ومنهم أفراد بعمان مترددون لا متعددون، فإن بعض القبائل تزيد سنوياً، وبعضها تنقص سنوياً، وبعضها تستمر على حالها. ومن الحربيين قوم بعلاية سمائل يعرفهم أهلها.