ومن اليمن بعمان بنو راشد بن اسماعيل، اخي الإمام محمد ابن اسماعيل الحاضري، وقد عرفت سياق النسب آنفاً، فلا نعيده مرة. وبنو راشد، الذين في العوامر، هم من راشد بن اسماعيل، أخ الإمام المذكورمحمد بن أسماعيل بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل الخ.. ومنازل هؤلاء القريتين في داخلية عمان، من بلدان العوامر، من خصوص أرض الجوف.
وهم رجال معدودون في عامر صعصعة، وفيهم أخيار. ومنهم الشيخ الفقيه سعيد بن حمد بن عامر بن خلفان الراشدي، المتوفي بمدينة مطرح، المقبور بمقبرة العريانة، قرب بيت الحكومة في جهة الجنوب، وقبره معروف عند أهل تلك المحلة. ومنهم الشيخ سفيان بن محمد بن عبد الله، أحد القضاة للإمام الخليلي رحمه الله بنزوى، ثم تقضى السلطان سعيد بن تيمور على سمائل، ثم ساقته الأقدار إلى الكوت الجلالي بمسقط، بعد فتح السلطان سعيد بن تيمور لعمان، فتوفي به، وكان سفيان إذ ذاك والياً على عبرى أيام الإمام غالب، وكان خروجه من عبرى فتحاً للسلطان، وفألاً على فتح عمان.
وبنو راشد هؤلاء توجد منهم أفراد بفنجا من بلدان وادي سمائل. ومنهم محسن بن حمد بن محمد بن محسن، من أعيانهم، وبعمان هم تحت جامعة عامر صعصعة، وليسوا منهم كما عرفت. وفي " سبائك الذهب ": أولاد راشد من هلباء سويد من جذام. وأهل عمان أعرف بأنساب قومهم، وأهل مكة أدرى بشعابها.
نعم إن كان يريد " السبائك " غير هؤلاء، فإن بعمان بنو راشد هؤلاء، وأولاد راشد في بني ريام، وآل راشد في القبائل البريمية، والرواشد في أهل الخضر من وادي عندام، وآل براشد في سناو، بكسر السين المهملة بعدها نون فألف فواو، من أفخر البلدان، وأصلهم آل أبي راشد، كآل بو سعيد، أي آل أبي سعيد، وآل حمراشد، وهؤلاء الأخيرون بالرستاق، وفرز هذه القبائل من بعضها بعض وإيصالها بأصولها شيء متعذر أو كالمتعذر.
وسنضع مقاماً خاصاً للقبائل المتشابهة في اليمانية، كما هي في النزارية، إن شاء الله، ليفيدنا من عنده اطلاع عنهم وعن غيرهم، ومن يدري حجة على من لايدري.
ومن اليمن بعمان اليعاقيب، وهم الآن حكام عبرى في هذه الأيام الأخيرة، وهم قوم من جذاب من هلبا، وجذام معروفة النسب في اليمن، وبعمان هم حكام عبرى كما قلنا، يتوارثونها من عهد سالف، وآخر زعمائهم بهاالشيخ عبد الله بن راشد.
وعبد الله بن راشد هذا هو الذي سلم عبرى إلى الإمام الخليلي رحمه الله اختياراً سياسياً سد به الباب بينه وابنه محمد ابن عبد الله، وبقيت في يد الإمام المذكور عهداً، ثم استردها أهلها آخر الأمر، في أواخر عمر الإمام المذكورعهداً، لأحوال هناك.
وكم حاولها المسلمون سابقاً، والدهر من طبعه التقلب، ومن شيمته الغدر، ثم احتلها الإمام غالب بن علي عهد إمامته، ولم يطل بها العهد حتى احتلها السلطان سعيد بن تيمور من يد عمال غالب بن علي. وفي " سبائك الذهب " اليعاقبة بطن من جذام. وعلى كل حال هم يمنيون كما عرفت.
وليست لليعاقيب كثرة بعمان، بل هم في عبرى فقط. وبعضهم ينسبهم إلى العبريين، لأنهم عقبوا على بلد عبرى بعد ما خرجوا منها، وبذلك سموا باليعاقيب والله أعلم.
ومن اليمن بعمان الغوارب، وهم بطن من هلبا من جذام، وقد دخلوا في جامعة آل سعد أهل الباطنة، وانتسبوا فيهم.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن سليم الغاربي، أحد أركان دولة الإمام المرضي عزان بن قيس بن عزان، من أهل الباطنة خاصة.
والغوارب في آل سعد رهط مهم، وقبيل معتبر، ولهم في آل سعد شأن، ورئاسة آل سعد شاملة لهم.