ومن اليمن بعمان بنو كندة، واسمه ثور بن مرتع بن عفير، وقيل: كندة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة ابن أددبن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان. والكنود بعمان في أمكنة متعددة، ومنهم في سمد نزوى بمحلتيها السويق والردة، وكلتاهما بعلاية نزوى، وإليهم رئاستها. ومنهم مشايخ وأعيان وفقهاء وعلماء أجلاء وأدباء بلغاء. ومنهم الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد الكندي، رئيس علاية نزوى في أيامه. وهو الباني لبيت سليط، أحد حصون نزوى الكبيرة، الذي هدمه السلطان سعيد بن تيمور في الحرب التي وقعت بينه وزعماء إمامة غالب بن علي بن هلال الهنائي، وكان قصراً عظيماً وحصناً منيعاً. ولكنود محاة الغريض من نخل، ولهم وادي الجزى من غربية عمان، وهو من أعمال صحار، ويرأسهم فيه في هذه الآونة الشيخ عبد الله بن خطام بن سرور وأبناء عمه. وأما في نزوى ففي جامعة بني نبهان، وفي نخل تحت رؤسائها.
وفي الكنود العلم ضارب بجرانه. ومن الكنود بعمان إمامان، هما راشد بن الوليد، من أئمة القرن الرابع. ومحمد بن يزيد المختلف فيه، والمشهور هو كندي. وعلماء المسلمين في الكنود هم أجلة العلماء وأكابرهم، ولا يحتاج أن ننوه بهم، فإنهم كثيرون، ولا يباريهم إلا علماء بني خروص وناهيك بصاحب " بيان الشرع "، وصاحب " المصنف " وغيرهما من أمثالهما. وقد قيل لو سئل العلم لقال كندي. ولو سئلت الإمامة لقالت خروصية. وهذا الفضل لكنود نزوى غالباً، ومن في داخلية عمان، أما كنود وادي الجزي فهم في معزل من هذا، بل هم هناك أشبه بأجلاف تلك الديار المتوحشة، وفي الحقيقة كما قال صلى الله عليه وسلم " الناس معادن.. " فالكنود معدن فقه، وبنو خروص معدن إمامة، وعلى قلة العلم في هذا الوقت ففي الكنود الأكثر. منهم في العهد الأخير شيخ المسلمين سعيد بن ناصر بن عبد الله المتوفي قريباً ببلدة المتهدمات من خطاط. ومنهم تلميذ الشيخ سليمان بن محمد أحمد شارح منظومة العقيدة لنور الدين السالمي.
ومنهم الشيخ سعيد بن أحمد، أحد قضاة حكومة مسقط، والشيخ ابراهيم بن سيف بن أحمد، وكان الشيخ سيف هذا من خيار أهل العلم في العهد الأخير، وولده الشيخ ابراهيم بن سيف أحد قضاة حكومة مسقط حالياً. ومنهم القاضي سعود بن سليمان ابن جمعة. ومنهم القاضي سعود بن سليمان بن محمد بن أحمد، الموجود الآن بمركز الخابورة من أعمال مسقط. ومنهم القاضي سليمان بن سالم. وفيهم أيضاً أدباء آخرون. وفي نخل منهم كذلك. وهم وبنو خروص في الفقه فرسا رهان، والحمد لله الذي يختص برحمته من يشاء. ومنهم قاضي بلد نخل الحالي الشيخ سليمان بن علي بن سليمان الكندي وأصل هؤلاء من نزوى.
ومن اليمن بعمان بنو اسماعيل، فهم من اسماعيل بن عبد الله بن محمد بن اسماعيل بن علي بن اسماعيل بن الحسين بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحرير بن مسر بن مدلج بن حمير ابن بيدر بن وعاث بن العادي بن الهدايبن الحمير بن الأرمي ابن عميرة بن حيدان بن عمران بن الحاف بن قضاعة بن مالك ابن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام. وهذا على القول بأن قضاعة من قحطان. وقيل إن قضاعة هو ابن معد بن عدنان أخ معد بن عدنان وعك بن عدنان وهو الذي يرجحه شيخنا ابن جميل عفى الله عنه. وقيل بل في العرب قضاعتان. واحدة في قحطان، وواحدة في عدنان، وهو من المحتمل. فبنو اسماعيل هم الذين في المكاسرة. ومنهم علي بن سليمان الإسماعيلي، صاحب بلدة النصيب من أعمال ابراء، وهي بفتح النون وكسر الصاد المهملة بعدها ياء مثناة من تحت بعدها باء موحدة، وهو من أعيان بني أسماعيل. ومنهم سالم بن علي الإسماعيلي، الطابع رسالة " الظهور المحتوم في الرد على العلامة طبوم " ويوجد بنو اسماعيل بن في نزوىبسفالتها جماعة منهم. وفيهم أخيار، ومنهم الإمام محمد بن اسماعيل الحاضري، وولده بركات بن محمد. ومحمد بن اسماعيل هذا الذي طارد السلطان سليمان بن سليمان بن مطغر فبايعه المسلمون في 906 وعاش في الإمامة 36 سنة، قضى فيها عمره قائماً بأمر الله، غير خائف في الله لومة لائم، حتى توفي، ثم بايعوا ابنه بركات في اليوم الذي توفي فيه ابوه، والأمر لله عز وجل يضعه حيث يشاء.