إذا نحن قبلنا التعريف الاشتقاقي الضيق للغة بأنها "تلك التي تتعلق باللسان الإنساني" إننا يجب أن نظل دائما على ذكر بتعريفنا إن جهاز النطق الإنساني "اللسان يعتبر فقط أهم عضو من أعضائه" قادر على إنتاج أصوات وأنواع من الضجيج تبعد عن اللغة بقدر ما تبعد عنها أصوات آلة متحركة، ليكون الصوت لغويا -بالمعنى العام- فإن الأصوات الصادرة عن الجهاز النطقي يجب أن تكون ذات معنى، وتنقل رسالة محددة معينة من عقل إنسان إلى آخر. وربما ذهب المرء بشروطه أبعد من هذا وقال إنه لا بد في مثل هذه الأصوات أن تكون من النوع الذي يمكن كذلك أن يغطي المواقف غير الفورية، إن نباح كلب ربما حذرك من خطر محدق عاجل، ولكن حينما أستعمل الكلام في إصدار تحذير من خطر يترقبك خلف تل أو ينتظرك في الغد فإني أستعمل اللغة الإنسانية في مجالها الواسع العريض، وأميزها عن مجرد الضجيج الذي يصدر عن حيوان كرد فعل لمثير مباشر.
لا أحد يعرف متي أو أين أو على أي صورة ابتدأ الكلام الإنساني، على الرغم من وجود افتراضات كثيرة في الموضوع1 إننا نعرف جيدا أنه لا يوجد