المكتوبة، وإلى أي مدى يمكن تعليم لغة ثانية أو ثالثة لجزء كبير من السكان. وهي أيضا مفتاح لمعرفة القوة الإنتاجية للأمة سواء من الناحية المادية أو العقلية وفي العالم الحديث اليوم من النادر -إن لم يكن من المستحيل- أن نجد شعبا تشيع فيه الأمية يحقق درجة من الإنتاجية، أو مستوى عاليا من الحياة.
وإن الحملات التي توجهها الدول الآن لمحو الأمية يجب أن تقترن بما يمكن أن يسمى بالتقارير المنقحة التي تنشر دوريا، وتؤسس على إحصاءات دقيقة.
وهناك دليل هام بين درجة التعليم القومي، والإنتاج الثقافي يتمثل فيما تخرجه المطبعة من صحف ومجلات وكتب وغيرها من المواد المطبوعة، وإن إحصاء لمثل هذه الوسائط اللغوية المكتوبة لكل قطر على حدة ربما يسمح بإضافات ملحوظة إلى فهمنا للصورة اللغوية الجغرافية. وما دام الراديو والتليفزيون والأفلام الناطقة تقوم بدور هام في الاتصال بعد أن شاع استعمالها لدرجة جعلتها تطغى على الوسائل اللغوية المكتوبة1, فإن المعلومات عن محطات الراديو والتليفزيون، وعن أجهزة الراديو والتليفزيون بالنسبة لتعداد السكان، ونسبة المترددين على الأفلام الناطقة, كل هذا يكمل الصورة لدى عالم اللغة الجغرافية.
وإذا كانت أرقام إحصائية كهذه قد تساعد -بالإضافة إلى هذا- على الكشف عن تأخر المستوى اللغوي الذي تقدم فيه هذه النشاطات الموجودة في كل منطقة، فإن هذا -في ذاته- يعد فائدة وميزة أخرى.