اسس علم اللغه (صفحة 177)

اللغة الأولى هي اللغة الشائعة الاستعمال بين جميع أفراد الأمة، مثل اللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة، الأمريكية، أو التي تحاول الحكومة الوطنية أن تجعلها كذلك، مثل اللغة الهندية في الهند، أو التانحالوغية في الفليبين، إذ كل منهما في الحقيقة لغة لفريق من المواطنين، ولكن تحاول الحكومة أن تفرضها على سائر أفراد الشعب، إنها ربما كانت أيضًا لغة لا تجد إلا تأييدًا حكوميًا قليلا ولا يحتاج إليها في الوثائق الرسمية أو النقوش وذلك مثل اللغة الرومانشية في سويسرا. أما اللغة الرسمية فهي تلك التي تستعمل في الوثائق الرسمية، وفي المقابلات على المستوى الحكومي "الألمانية والفرنسية والإيطالية تعد لغات رسمية في سويسرا، والفرنسية والفلمنكية في بلجيكا، والإنجليزية، والأفريكانية في جنوب إفريقية، والفرنسية والإنجليزية في كندا" واللغة الرسمية ليست بالضرورة اللغة الأهلية للمنطقة بأسرها، بل ربما لم تكن لغة أهلية على الإطلاق "مثل الإنجليزية في بورتوريكو التي تعد رسمية هناك مع الإسبانية". وصورة اللغة الرسمية والوطنية دائمة التغير في حين أن اللغة الأهلية -على الرغم من تعرضها لتغيرات طويلة الأجل -أكثر استقرارا بدرجة ملموسة. فالأردية في شرق باكستان -على سبيل المثال- كانت اللغة الرسمية الثابتة، ولكن البنجالية هي اللغة الأهلية "الأردية هي اللغة الأهلية في غرب باكستان"، ونتيجة لفتن أهلية أصبحت البنجالية لغة رسمية بالاشتراك مع الأردية.

وقد خلق استعمار القرون الماضية ما يسمى باللغات الاستعمارية colonial languages، أو colonizing languages، أو لغات الاستعمار languages of colonization التي تطلق على اللغات الرسمية الأساسية في المناطق المحتلة بقوات استعمارية. وبهذا المعنى أصبحت الإنجليزية اللغة الاستعمارية والرسمية في الهند فارضة نفسها على اللغات الأهلية المتعددة وتظل اللغة الاستعمارية المفروضة superimposed حية حتى بعد اختفاء القوة الاستعمارية وكثيرا ما تظل لغة رسمية، أو واحدة من اللغات الرسمية للبلد الحديث الاستقلال ومن أمثلة ذلك اللغة الإنجليزية في نيجيريا، وغانا، واللغة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015