المتعلم العادي1. وإن موضوع علم اللغة الجغرافي الذي يشمل لغات العالم بأسرها نادرًا، إن لم يكن معدومًا ما يعالج في منهج دراسي عادي في مرحلة الدراسة العالية أو الجامعية، التي تتناول اللغات معزولا بعضها عن بعض، ولا تلي بالا إلى غير القواعد النحوية، والقضايا الأدبية، ومن أجل هذا فإن الشخص المتعلم العادي كثيرا ما يخرج من دراسته العالية إما بتصور خاطئ أو مبالغ فيه عن أهمية لغة أو أكثر من اللغات الأجنبية التي درسها، وإما بجهل فاضح بالدور الذي تلعبه لغات أخرى متنوعة في عالمنا اليوم.
وربما كان هذا مقبولا فيما مضي حين كانت الجنسيات المختلفة -وخصوصًا الغربية منها- تعيش حياة منعزلة نوعًا عن غيرها، أما الآن ونحن في أواخر القرن العشرين فلا يمكن قبول هذا بعد أن تقدمت وسائل الاتصال