إن علم اللغة الوصفي يختص أساسًا بدراسة اللغة من الناحية التجريدية، ويوصف لغات معينة من النواحي الفونيمية والصرفية والنحوية والمجمية، أما علم اللغة التاريخي فيعالج تطور اللغة أو اللغات، وإعادة بناء اللغات الأم المفترضة على أساس الدراسة المقارنة للملامح الموجودة في اللغات المتفرعة عنها. ولا واحد من هذين الفرعين التقليديين، يعد من وظيفته الأساسية دراسة لغات العالم اليوم، وعلاقاتها الجغرافية، وتوزيعها على خريطة العالم، وبيان أهمية كل من النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.
وقد نالت هذه المشكلات شيئًا ضئيلا من الاهتمام حين عولجت في بعض الكتيبات الحديثة خلال تناولها لبعض المسائل اللغوية التاريخية أو الوصفية.
صفحات قليلة -لا تتجاوز فصلا واحدًا في العادة- قد خصصت لبيان عدد المتكلمين اليوم بكل لغة، ولدراسة توزيع اللغات في العالم، وأحيانًا ما تجد المعلومات عن هذا الموضوع موزعة في فصول متعددة من الكتاب، كأنها شيء عرضي أو ثانوي بالنسبة لتركيب اللغة نفسها، أو لتطورها التاريخي، ونادرًا -إن لم يكن معدومًا- ما يشار إلى تلك الملامح والسمات ذات الأهمية العلمية العظمي، ليس فقط بالنسبة للغويين المتخصصين، ولكن أيضًا بالنسبة للشخص.