إن الاهتمام الأول لعالم اللغة الوصفي ينصب على الأصوات وعلى الصيغ النحوية للغة المتكلمة، ولذا فإن منهج بحثه يتجنب عادة الاعتماد على المادة المكتوبة من ناحية، واقتفاء أثر القواعد النحوية التقليدية القديمة من ناحية أخرى، وذلك لأن الدراسة الأخيرة قد أسست جزئيًا على لغات قديمة بطل استعمالها، كما أن أصحاب هذه الدراسة يأخذون الصورة المكتوبة للغة على أنها أساس البحث ويردون إليها كل ظواهر اللغة المتكلمة. ويندر أن تجد أيا منهم في تناوله للجزئيات يؤسس نتائجه على الملاحظة العلمية أو الاستقراء.
أما منهج البحث التحليلي لعلماء اللغة الوصفيين فقد تطور على وجه الأخص نتيجة ارتباطه بدراسة ما يسمى بلغات الشعوب المتخلفة التي لم تعرف الكتابة بعد، حيث لا توجد أي صيغة مكتوبة للغة، وليس هناك محاولات مسبقة لوصف نحوي، ولا وسيلة للحصول على اللغة في أي صورة أخرى غير صورتها المنطوقة.
وقد بدأ المنهج الوصفي بدراسة ساذجة قام بها رجال غير متخصصين في