لا تدعون أَصَمَّ ولا غائبًا؛ إنكم تدعون سميعًا قريبًا، أقربُ إلى أحدكم من عنق راحلته" (?).
إنني أريد أن تنزل النصوص السابقة على قلبك دواء نقطة نقطة، لعلاج الأمراض القلبية الخطيرة، قبل دخول رمضان مثل: الكبر، والعجب، والغرور، ورؤية النفس، والتعالي على الآخرين، والأنانية وحب الذات، والأثرة، والافتخار، والمَنّ، والتألي.
قال ابن الجوزي -عليه رحمة الله: "تضاعَفْ ما أمكنك؛ فإن اللطف مع الضعف أكثر".
أنت تحتاج إلى لطف الله بك ليعافيك ويعينك، فأظهر ضعفك وانكسارك ولا تشمخ بأنفك فيعرض عنك فتخسر الدنيا والآخرة.
قال ابن القيم -عليه رحمة الله: "والعبد يسير إلى الله بين مشاهدة المنة، ومطالعة عيب النفس والعمل".
وأنت تتمرن على الطاعات استعدادًا لرمضان؛ ينبغي أيضًا أن تلاحظ فضل الله عليك لنوالك شرف الطاعة والتوفيق لها .. ملاحظة المنة لنوالك شرف القيام بين يدي الله .. لنوالك شرف ذكره .. وكرامة ورود كلماته على لسانك .. لنوالك شرف جريان العبادة على جوارحك رغم كثرة معاصيك .. أدخلك بيته ومَنَّ عليك بالحج والعمرة، وعافاك وقوَّاك .. وسمح لك وهو العظيم، وزاد فضلُهُ عليك فاختارك واصطفاك؛ على الرغم من عدم استحقاقك ..
إذًا استشعرت أنه سبحانه الأول الذي يُبتدأ من عنده الخير والرحمة؛ فهو