المعد وهو الممد، فبداية طاعتك من الله ونهايتها إلى الله، قال سبحانه: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} [التوبة: 118]، وقال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:104 - 105].
وقال عَزَّ وَجَلَّ: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3]، وأنت تعيش بين هذين الاسمين الأول والآخر .. استشعر ذلك حتى يحدث لك التبري من الحول والقوة؛ وعندئذ لا ترى عملك، وإنما ترى فقط أن الكريم سبحانه هو الذي مَنَّ عليك وشغلك بطاعته .. وأكرمك عنده .. اللَّهم أكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا.
ملاحظة المِنة تطهر القلب من رؤية العمل، وحظ النفس، والرياء والسمعة .. اللَّهم ارزقنا شكر نعمتك وحسن عبادتك .. اللَّهم إنا نحمَدُك حمَدا كثيرًا يوافي نعمَك ويكافِئ مزيدَك.
تخفيف سرعة حركة الحياة تمهيدًا للتوقف في رمضان، والتخفف من أعباء الدنيا ومحاولة إزالة همومها العارضة، والحذر من الانشغال بها والتلهي بها عن طاعة الله، فلابد من روية .. لا بد من دقة في التوفيق بين أعمال الآخرة التي هي خير وأبقى وبين أعمال الدنيا التي هي ذاهبة زائلة.
إننا نعيش في هذا الزمان حياة مليئة بالحركة والسرعة، فعلًا نعيش في هذه الأيام سرعة التغيير ودوام التغيير ومفاجأة التغيير، فلا توجد فرصة حقيقية للإنسان للتفكير قبل التغيير، وهذه أكبر أخطار هذا العصر؛ لذلك قبل رمضان نحتاج أن يمهل الإنسان نفسه، يعطي نفسه فرصة للَّهدوء الذهني والقلبي، فرصة لمراجعة