وضعك؟، اسمع معي هذا الحديث ثم قرر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُذن لي أن [حدث عن ديك، قد مرقت رجلاه من الأرض، وعنقه مُنْثَنِ تحت العرش يُسبح الله فيقول: سبحانك ما أعظمك!، فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ: ما عَلِم بهذا من حلف بي كاذبًا" (?).
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأيت ليلة ما أسري بي جبريل وهو على هيئته، له ستمائة جناح كل جناح يسد الأفق" (?)، تأمل معي هذه المخلوقات خَلْقٌ من خلق الله، وما بالك بالكواكب والنجوم والسموات والأرضين.
إن هذا التأمل يجعل الإنسان يتصاغر فيلزم الاحتشام ويديم الإطراق ولا يجرؤ على رفع رأسه، من أنت؟!، وماذا أنت؟!
ثم تسمع قول الله عَزَّ وَجَلَّ وفي وسط آيات الصيام: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]، إن استشعار هذا المعنى في الصيام خصوصًا في غاية الأهمية؛ لأن الصيام سر بين العبد وربه، فيحتاج إلى دوام المراقبة، ومع دوام المراقبة نصل إلى المعنى الأعمق، وهو استشعار المعية، فيطرق الإنسان حياء ويحتشم خجلًا، وخصوصًا حال ذكر الله، قال ربنا سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: "أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه" (?)، وأيضًا: "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي" (?)، وقال سبحانه في كتابه العزيز: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152]، ولما علت أصوات الصحابة بالتسبيح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم